Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 23-23)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : فلما أنجى الله هؤلاء الذين ظنوا في البحر أنهم أحيط بهم من الجهد الذي كانوا فيه ، أخلفوا الله ما وعدوه ، وبغوا في الأرض ، فتجاوزوا فيها إلى غير ما أذن الله لهم فيه من الكفر به والعمل بمعاصيه على ظهرها . يقول الله : يا أيها الناس إنما اعتداؤكم الذي تعتدونه على أنفسكم وإياها تظلمون ، وهذا الذي أنتم فيه { مَتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا } يقول : ذلك بلاغ تبلغون به في عاجل دنياكم . وعلى هذا التأويل ، البغي يكون مرفوعا بالعائد من ذكره في قوله : { عَلى أنْفُسِكُمْ } ويكون قوله : « مَتَاعُ الحَياةِ الدُّنْيَا » مرفوعا على معنى : ذلك متاع الحياة الدنيا ، كما قال : { لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ ساعَةً } مِن نَهار بلاغٌ بمعنى : هذا بلاغ ، وقد يحتمل أن يكون معنى ذلك : إنما بغيكم في الحياة الدنيا على أنفسكم ، لأنكم بكفركم تكسبونها غضب الله ، متاع الحياة الدنيا ، كأنه قال : إنما بغيكم متاع الحياة الدنيا ، فيكون « البغي » مرفوعا بالمتاع ، و « على أنفسكم » من صلة « البغي » . وبرفع « المتاع » قرأت القّراء سوى عبد الله بن أبي إسحاق فإنه نصبه بمعنى : إنما بغيكم على أنفسكم متاعاً في الحياة الدنيا ، فجعل ، « البغي » مرفوعاً بقوله : { على أنفُسِكُمْ } والمتاع منصوبا على الحال . وقوله : { ثُمّ إلَيْنا مَرّجِعُكُمْ } يقول : ثم إلينا بعد ذلك معادكم ومصيركم ، وذلك بعد الممات . { فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } يقول : فنخبركم يوم القيامة بما كنتم تعملون في الدنيا من معاصي الله ، ونجازيكم على أعمالكم التي سلفت منكم في الدنيا .