Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 57-57)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لخلقه : { يا أيُّها الناس قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ } يعني ذِكْرَى تذكركم عقاب الله وتخوّفكم وعيده من ربكم . يقول : من عند ربكم لم يختلقها محمد صلى الله عليه وسلم ولم يفتعلها أحد ، فتقولوا : لا نأمن أن تكون لا صحة لها . وإنما يعني بذلك جلّ ثناؤه القرآن ، وهو الموعظة من الله . وقوله : { وَشِفاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ } يقول : ودواء لما في الصدور من الجهل ، يشفي به الله جهل الجهال ، فيبرىء به داءهم ويهدي به من خلقه من أراد هدايته به . { وَهُدًى } يقول : وهو بيان لحلال الله وحرامه ، ودليل على طاعته ومعصيته . { وَرَحْمَةٌ } يرحم بها من شاء من خلقه ، فينقذه به من الضلالة إلى الهدى ، وينجيه به من الهلاك والردى . وجعله تبارك وتعالى رحمة للمؤمنين به دون الكافرين به ، لأن من كفر به فهو عليه عمى ، وفي الآخرة جزاؤه على الكفر به الخلود في لَظَى .