Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 64-64)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : البشرى من الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة لأولياء الله الذين آمنوا وكانوا يتقون . ثم اختلف أهل التأويل في البشرى التي بشَّر الله بها هؤلاء القوم ما هي ، وما صفتها ؟ فقال بعضهم : هي الرؤية الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له ، وفي الآخرة الجنة . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن ذكوان ، عن شيخ ، عن أبي الدرداء ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها المُؤْمِنُ أوْ تُرَى لَهُ " حدثنا العباس بن الوليد ، قال : أخبرني أبي ، قال : أخبرنا الأوزاعي ، قال : أخبرني يحيى بن أبي كثير ، قال : ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، قال : سأل عبادة بن الصامت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن هذه الآية : { الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنيَا وفِي الآخِرَةِ } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَقَدْ سأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ ما سأَلَنِي عَنْهُ أحَدٌ قَبْلَكَ " أو قال : " غْيَركَ " . قال : " هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها الرَّجُلُ الصَّالِحُ ، أوْ تُرَى لَهُ " حدثنا المثنى ، قال : ثنا أبو داود عمن ذكره ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن ، عن عبادة بن الصامت ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن قول الله تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنيَا وفِي الآخِرَةِ } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها المُسْلِمُ أوْ تُرَى لَهُ " حدثنا أبو قلابة ، قال : ثنا مسلم ، قال : ثنا أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عبادة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، نحوه . حدثنا ابن المثنى وأبو عثمان بن عمر ، قالا : ثنا عليّ بن يحيى ، عن أبي سلمة ، قال : نبئت أن عبادة بن الصامت سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنيَا وفِي الآخِرَةِ } فقال : " سألْتَنِي عَنْ شَيْءٍ ما سأَلَنِي عَنْهُ أحَدٌ قَبْلَكَ هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها الرَّجُلُ أوْ تُرَى لَهُ " حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من أهل مصر ، عن أبي الدرداء : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } قال : سأل رجل أبا الدرداء عن هذه الآية ، فقال : لقد سألتني عن شيء ما سمعت أحدا سأل عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها الرَّجُلُ المُسْلِمُ أوْ تُرَى لَهُ ، بُشْرَاهُ فِي الحَياةِ الدُّنْيا ، وبُشْرَاهُ فِي الآخِرَةِ الجَنَّةُ " حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : ثنا عثمان بن سعيد ، عن سفيان ، عن ابن المنكدر ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من أهل مصر ، قال : سألت أبا الدرداء عن هذه الآية : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } فقال : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرك ، إلا رجلاً واحداً سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ما سأَلَنِي عَنْها أحَدٌ مُنْذُ أنْزَلَها اللَّهُ غيرَكَ إلاَّ رَجُلاً وَاحِداً ، هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها المُسْلِمُ أوْ تُرَى لَهُ " حدثنا عمرو بن عبد الحميد ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن المنكدر ، سمع عطاء بن يسار ، يخبر عن رجل من أهل مصر ، أنه سأل أبا الدرداء عن : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } ثم ذكر نحو حديث سعيد بن عمرو السكوني ، عن عثمان بن سعيد . حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة ، قال : ثني يحيى بن سعيد ، قال : ثنا عمر بن عمرو بن عبد الأخموشي ، عن حميد بن عبد الله المزني ، قال : أتى رجل عبادة بن الصامت ، فقال : آية في كتاب الله أسألك عنها ، قول الله تعالى : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } ؟ فقال عبادة : ما سألني عنها أحد قبلك ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل ذلك : " ما سأَلَنِي عَنْها أحَدٌ قَبْلَكَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها العَبْدُ المُؤْمِنُ فِي المَنامِ أوْ تُرَى لَهُ " حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو بكر ، قال : ثنا هشام ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرُّؤْيا الحَسَنَةُ هِيَ البُشْرَى يَرَاها المُسْلِمُ ، أو تُرَى لَهُ " . قال : ثنا أبو بكر ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، قال : قال أبو هريرة : الرؤيا الحسنة بشرى من الله ، وهي المبشرات . حدثنا محمد بن حاتم المؤدّب ، قال : ثنا عمار بن محمد ، قال : ثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } : " الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها العَبْدُ الصَّالِحُ أوْ تُرَى لَهُ ، وَهِيَ فِي الآخِرَةِ الجَنَّةُ " حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا محمد بن يزيد ، قال : ثنا رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحرث ، عن أبي الشيخ ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } : " الرُّوْيا الصَّالِحَةُ يُبَشَّرُ بِها العَبْدُ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد بن صفوان ، عن عبادة بن الصامت ، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } فقد عرفنا بشرى الآخرة ، فما بشرى الدنيا ؟ قال : " الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها العَبْدُ أوْ تُرَى لَهُ ، وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أرْبَعَةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءًا ، أوْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " حدثنا عليّ بن سهل ، قال : ثنا الوليد بن مسلم ، قال : ثنا أبو عمرو ، قال : ثنا يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عبادة بن الصامت ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } فقال : " لَقَدْ سأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ ما سألَنِي عَنْهُ أحَدٌ مِنْ أُمَّتِي قَبْلَكَ هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها المُسْلِمُ أوْ تُرَى لَهُ ، وفِي الآخِرَةِ الجَنَّةُ " حدثنا أحمد بن حماد الدولابي ، قال : ثنا سفيان ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن أبيه ، عن سباع بن ثابت ، عن أم كرز الكعبية ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ وَبَقِيَتِ المُبَشِّرَاتُ " حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن الأعمش ، عن ذكوان ، عن رجل ، عن أبي الدرداء ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، في قوله : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } قال : " الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها المُسْلِمُ أوْ تُرَى لَهُ ، وفِي الآخِرَةِ الجَنَّةُ " . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل كان بمصر ، قال : سألت أبا الدرداء عن هذه الآية : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } فقال أبو الدرداء : ما سألني عنها أحد منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " ما سألَنِي عَنْها أحَدٌ قَبْلَكَ هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها المُسْلِمُ أوْ تُرَى لَهُ ، وفي الآخِرَةِ الجَنَّةُ " قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي الدرداء ، قال : سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم عن قوله : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } قال : " ما سألَنِي عَنْها أحَدٌ غيرُكَ هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها المْسْلِمُ أوْ تُرَى لَهُ " قال : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي الدرداء في قوله : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } قال : سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ما سألَنِي عَنْها أحَدٌ قَبْلَكَ هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها العَبْدُ أوْ تُرَى لَهُ ، وفِي الآخِرَةِ الجَنَّةُ " قال : ثنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، قال ابن عيينة ثم سمعته من عبد العزيز ، عن أبي صالح السمان ، عن عطاء بن يسار ، عن رجل من أهل مصر ، قال : سألت أبا الدرداء عن هذه الآية : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } قال : ما سألني عنها أحد منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ما سأَلَنِي عَنْها أحَدٌ مُنْذُ أنْزِلَتْ عَليَّ إلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها الرَّجُلُ أوْ تُرَى لَهُ " قال : ثنا عبد الله بكر السهمي ، عن حاتم بن أبي صغيرة ، عن عمرو بن دينار : أنه سأل رجلاً من أهل مصر فقيها قدم عليهم في بعض تلك المواسم ، قال : قلت : ألا تخبرني عن قول الله تعالى : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } ؟ قال : سألت عنها أبا الدرداء ، فأخبرني أنه سأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " هِيَ الرُّؤْيا الحَسَنَة يَرَاها العَبْد أوْ تُرَى لَهُ " . قال : ثنا أبي ، عن عليّ بن مبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عبادة بن الصامت ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } قال : " هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها العَبْد أوْ تُرَى لَهُ " . حدثني المثنى ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم وأبو الوليد الطيالسي ، قالا : ثنا أبان ، قال : ثنا يحيى ، عن أبي سلمة ، عن عبادة بن الصامت ، قال : قلت : يا رسول الله ، قال الله تعالى : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } ؟ فقال : " لَقَدْ سألْتَنِي عَنْ شَيْءٍ ما سألَنِي عَنْهُ أحَدٌ قَبْلَكَ أوْ أحَدٌ مِنْ أُمَّتِي " قالَ : " هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها الرَّجُلُ الصَّالِحُ أوْ تُرَى لَهُ " . قال : ثنا الحجاج بن المنهال ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي صالح ، قال : سمعت أبا الدرداء ، وسئل عن : { الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنيَا } قال : ما سألني عنها أحد قبلك منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، فقال : " ما سألَنِي عَنْها أحَدٌ قَبْلَكَ هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها العَبْدُ أوْ تُرَى لَهُ " . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن نافع بن جبير ، عن رجل من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم ، في قوله : لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا قال : " هِيَ الرُّؤْيا الحَسَنَةُ يَرَاها الإنْسانُ أوْ تُرَى لَهُ " وقال : ابن جريج عن عمرو بن دينار ، عن أبي الدرداء ، أو ابن جريج عن محمد بن المنكدر ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي الدرداء ، قال : سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم عنها ، فقال : " هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ " . وقال ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : هي الرؤيا يراها الرجل . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبدة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } قال : هي الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح . قال : ثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له . قال : ثنا عبدة بن سليمان ، عن طلحة القناد ، عن جعفر بن أبي المُغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } قال : هي الرؤيا الحسنة يراها العبد المسلم لنفسه أو لبعض إخوانه . قال : ثنا أبي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : كانوا يقولون : الرؤيا من المبشرات . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن قيس بن سعد . أن رجلاً سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم عنها ، فقال : " ما سألَنِي عَنْها أحَدٌ مِنْ أمَّتِي مُنْذُ أنْزِلَتْ عَليَّ قَبْلَكَ " . " هِيَ الرُّؤْيا الصَّالِحَة يَرَاها الرَّجُل لِنَفْسِهِ أوْ تُرَى لَه " قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن العوّام ، عن إبراهيم التيمي ، أن ابن مسعود قال : ذهبت النبوّة ، وبقيت المبشرات ، قيل : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له . قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } فهو قوله لنبيه : { وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بأنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً } قال : هي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن أو ترى له . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا محمد بن حرب ، قال : ثنا ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن عطاء ، في قوله : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } قال : هي رؤيا الرجل المسلم يبشر بها في حياته . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن درّاجاً أبا السمح حدثه عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قال : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } : " الرُّؤْيا الصَّالِحَة يُبَشَّر بِها المُؤمِنُ جُزْءاً مِنْ سِتَّةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّة ِ " حدثني يونس ، قال : أخبرنا أنس بن عياض ، عن هشام ، عن أبيه في هذه الآية : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } قال : هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له . حدثنا محمد بن عوف ، قال : ثنا أبو المغيرة ، قال : ثنا صفوان ، قال : ثنا حميد بن عبد الله : أن رجلاً سأل عبادة بن الصامت عن قول الله تعالى : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وفِي الآخِرَةِ } فقال عبادة : لقد سألتني عن أمر ما سألني عنه أحد قبلك ، ولقد سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عما سألتني فقال لي : " يا عُبادَةُ لَقَدْ سألْتَنِي عَنْ أمْرٍ ما سألَنِي عَنْهُ أحَدٌ مِنْ أُمَّتِي تِلْكَ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ يَرَاها المُؤْمِنُ لِنَفْسِهِ أوْ تُرَى لَهُ " وقال آخرون : هي بشارة يبشر بها المؤمن في الدنيا عند الموت . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الزهري وقتادة : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } قال : هي البشارة عند الموت في الحياة الدنيا . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يعلى ، عن أبي بسطام ، عن الضحاك : { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } قال : يعلم أين هو قبل الموت . وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبر أن لأوليائه المتقين البشرى في الحياة الدنيا ، ومن البشارة في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له منها بشرى الملائكة إياه عند خروج نفسه برحمة الله ، كما رُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : " إنَّ المَلائِكَةَ التي تَحْضُرُه عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ ، تَقُولُ لَنْفْسِهِ : اخْرُجي إلى رَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ " وَمنها : بشرى الله إياه ما وعده في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الثواب الجزيل ، كما قال جلّ ثناؤه : { وبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحاتِ أنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ … } الآية . وكلّ هذه المعاني من بشرى الله إياه في الحياة الدنيا بشره بها ، ولم يخصص الله من ذلك معنى دون معنى ، فذلك مما عمه جلّ ثناؤه أن { لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا } وأما في الآخرة فالجنة . وأما قوله : { لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ } فإن معناه : إن الله لا خلف لوعده ولا تغيير لقوله عما قال ولكنه يمضي لخلقه مواعيده وينجزها لهم . وقد : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية عن أيوب ، عن نافع ، قال : أطال الحجاج الخطبة ، فوضع ابن عمر رأسه في حجري ، فقال الحجاج : إن ابن الزبير بدّل كتاب الله فقعد ابن عمر فقال : لا تستطيع أنت ذاك ولا ابن الزبير { لا تَبْدْيِلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ } . فقال الحجاج : لقد أوتيت علما أن تفعل . قال أيوب : فلما أقبل عليه في خاصة نفسه سكت . وقوله : { ذلكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ } يقول تعالى ذكره : هذه البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة هي الفوز العظيم ، يعني الظفر بالحاجة والطلبة والنجاة من النار .