Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 87-87)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وأوحينا إلى موسى وأخيه أن اتخذ لقومكما بمصر بيوتاً ، يقال منه : تبوأ فلان لنفسه بيتاً : إذا اتخذه ، وكذلك تبوأ مصحفا : إذا اتخذه ، وبوأته أنا بيتاً : إذا اتخذته له . { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } يقول : واجعلوا بيوتكم مساجد تصلون فيها . واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } فقال بعضهم في ذلك نحو الذي قلنا فيه . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان عن حميد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : مساجد . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : أمروا أن يتخذوها مساجد . قال : ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، قال : ثنا زهير ، قال : ثنا خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قول الله تعالى : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : كانوا يفرقون من فرعون وقومه أن يصلوا ، فقال لهم : اجعلوا بيوتكم قبلة ، يقول : اجعلوها مسجدا حتى تصلوا فيها . حدثنا ابن وكيع وابن حميد ، قالا : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : خافوا فأمروا أن يصلوا في بيوتهم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : كانوا خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم . حدثني المثنى ، قال : ثنا الحماني ، قال : ثنا شبل ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : كانوا خائفين فأمروا أن يصلوا في بيوتهم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : كانوا لا يصلون إلا في البيع ، وكانوا لا يصلون إلا خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم . قال : ثنا جرير عن ليث ، عن مجاهد ، قال : كانوا خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم . قال : ثنا عبد الله ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن أبي مالك : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : كانت بنو إسرائيل تخاف فرعون ، فأمروا أن يجعلوا بيوتهم مساجد يصلون فيها . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الرحمن بن سعد ، قال : أخبرنا أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس في قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } يقول : مساجد . قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : كانوا يصلون في بيوتهم يخافون . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا زيد بن الحباب ، عن أبي سنان ، عن الضحاك : { أنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً } قال : مساجد . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : كانوا خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : قال أبي زيد : اجعلوا في بيوتكم مساجدكم تصلون فيها تلك القبلة . وقال آخرون : معنى ذلك : واجعلوا مساجدكم قبل الكعبة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } يعني الكعبة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وأقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّر المُوءْمِنِينَ } قال : قالت بنو إسرائيل لموسى : لا نستطيع أن نظهر صلاتنا مع الفراعنة . فأذن الله لهم أن يصلوا في بيوتهم ، وأمروا أن يجعلوا بيوتهم قبل القبلة . حدثنا القاسم . قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عباس في قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } يقول : وجهوا بيوتكم مساجدكم نحو القبلة ، ألا ترى أنه يقول : { فِي بُيُوتٍ أذِنَ اللَّهُ أنْ تَرْفَعَ ؟ } حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : قبل القبلة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : { بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : نحو الكعبة ، حين خاف موسى ومن معه من فرعون أن يصلوا في الكنائس الجامعة ، فأمروا أن يجعلوا في بيوتهم مساجد مستقبلة الكعبة يصلون فيها سرًّا . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } ثم ذكر مثله سواء . قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { وأوْحَيْنا إلى مُوسَى وأخِيهِ أنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً } مساجد . قال : ثنا إسحاق قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : في قوله : { أنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً } قال : مصر ، الإسكندرية . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأوْحَيْنا إلى مُوسَى وأخِيهِ أنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : وذلك حين منعهم فرعون الصلاة ، فأمروا أن يجعلوا مساجدهم في بيوتهم وأن يوجهوا نحو القبلة . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : نحو القبلة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا إسحاق ، عن أبي سنان ، عن الضحاك : { وأوْحَيْنا إلى مُوسَى وأخِيهِ أنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً } قال : مساجد . { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : قبل القبلة . وقال آخرون : معنى ذلك : واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضاً . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمران بن عيينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال : يقابل بعضها بعضا . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب القول الذي قدمنا بيانه وذلك أن الأغلب من معاني البيوت وإن كانت المساجد بيوتا ، البيوت المسكونة إذا ذكرت باسمها المطلق دون المساجد لأن المساجد لها اسم هي به معروفة خاصّ لها ، وذلك المساجد . فأما البيوت المطلقة بغير وصلها بشيء ولا إضافتها إلى شيء ، فالبيوت المسكونة ، وكذلك القبلة الأغلب من استعمال الناس إياها في قِبَل المساجد وللصلوات . فإذا كان ذلك كذلك ، وكان غير جائز توجيه معاني كلام الله إلا إلى الأغلب من وجوهها المستعمل بين أهل اللسان الذي نزل به دون الخفي المجهول ما لم تأت دلالة تدلّ على غير ذلك ، ولم يكن على قوله : { وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } دلالة تقطع العذر بأن معناه غير الظاهر المستعمل في كلام العرب ، لم يجز لنا توجيهه إلى غير الظاهر الذي وصفنا . وكذلك القول في قوله : { قِبْلَةً وأقِيمُوا الصَّلاةَ } يقول تعالى ذكره : وأدّوا الصلاة المفروضة بحدودها في أوقاتها . وقوله : { وَبَشِّرِ المُومِنِينَ } يقول جلّ ثناؤه لنبيه عليه الصلاة والسلام : وبشر مقيمي الصلاة المطيعي الله يا محمد المؤمنين بالثواب الجزيل منه .