Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 24-24)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : مثل فريقـي الكفر والإيـمان كمثل الأعمى الذي لا يرى بعينه شيئاً ، والأصمّ الذي لا يسمع شيئاً فكذلك فريق الكفر لا يُبصر الـحقّ فـيتبعه ويعمل به ، لشغله بكفره بـالله وغَلَبة خِذلان الله علـيه ، لا يسمع داعي الله إلـى الرشاد فـيجيبه إلـى الهدى فـيهتدي به ، فهو مقـيـم فـي ضلالته ، يتردّد فـي حَيرته . والسميع والبصير ، فكذلك فريق الإيـمان أبصر حُجج الله ، وأقرّ بـما دلت علـيه من توحيد الله والبراءة من الآلهة والأنداد ونبوّة الأنبـياء علـيهم السلام ، وسمع داعي الله فأجابه وعمل بطاعة الله . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عبـاس : { مَثَلُ الفَرِيقَـيْنِ كالأعْمَى والأصَمّ والبَصِيرِ والسَّمِيعِ } قال : الأعمى والأصمّ : الكافر ، والبصير والسميع : الـمؤمن . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { مَثَلُ الفَرِيقَـيْنِ كالأعْمَى والأصَمّ والبَصِيرِ والسَّمِيعِ } : الفريقان الكافران ، والـمؤمنان ، فأما الأعمى والأصمّ فـالكافران ، وأما البصير والسميع فهما الـمؤمنان . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { مَثَلُ الفَرِيقَـيْنِ كالأعْمَى والأصَمّ والبَصِيرِ والسَّمِيعِ } … الآية ، هذا مثل ضربه الله للكافر والـمؤمن ، فأما الكافر فصمّ عن الـحقّ فلا يسمعه ، وعمي عنه فلا يبصره . وأما الـمؤمن فسمع الـحقّ فـانتفع به وأبصره فوعاه وحفظه وعمل به . يقول تعالـى : { هَلْ يَسْتَوِيانِ } مَثَلاً يقول : هل يستوي هذان الفريقان علـى اختلاف حالتـيهما فـي أنفسهما عندكم أيها الناس ؟ فإنهما لا يستويان عندكم ، فكذلك حال الكافر والـمؤمن لا يستويان عند الله . { أفَلا تَذَكَّرُونَ } يقول جلّ ثناؤه : أفلا تعتبرون أيها الناس وتتفكرون ، فتعلـموا حقـيقة اختلاف أمريهما ، فتنزجروا عما أنتـم علـيه من الضلال إلـى الهدى ومن الكفر إلـى الإيـمان ؟ فـالأعمى والأصم والبصير والسميع فـي اللفظ أربعة ، وفـي الـمعنى اثنان ، ولذلك قـيـل : { هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً } وقـيـل : كالأعمى والأصمّ ، والـمعنى : كالأعمى الأصمّ ، وكذلك قـيـل : والبصير والسميع ، والـمعنى : البصير السميع ، كقول القائل : قام الظريف والعاقل ، وهو ينعت بذلك شخصاً واحداً .