Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 7-7)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : الله الذي إلـيه مرجعكم أيها الناس جميعا { هُوَ الَّذِي خَـلَقَ السَّمٰوَاتِ والأَرْضَ فـي سِتَّةِ أيَّامٍ } يقول : أفـيعجز من خـلق ذلك من غير شيء أن يعيدكم أحياء بعد أن يـميتكم ؟ وقـيـل : إن الله تعالـى ذكره خـلق السموات والأرض وما فـيهنّ فـي الأيام الستة ، فـاجتزى فـي هذا الـموضع بذكر خـلق السموات والأرض من ذكر خـلق ما فـيهنّ . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرنـي إسماعيـل بن أميَّة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، مولـى أمّ سلـمة ، عن أبـي هريرة ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بـيدي ، فقال " خَـلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَـلَقَ الـجِبَـالَ فِـيها يَوْمَ الأحَدِ ، وَخَـلَقَ الشَّجَرَ فِـيها يَوْمَ الاثْنَـيْنِ ، وَخَـلَقَ الـمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثاءِ ، وَخَـلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأرْبِعاءِ ، وَبَثَّ فِـيها مِنْ كُلّ دَابَّةٍ يَوْمَ الـخَمِيسِ ، وَخَـلَقَ آدَمَ بَعْدَ العَصْرِ مِنْ يَوْمِ الـجُمُعَةِ فِـي آخِرِ الـخَـلْقِ فِـي آخِرِ ساعاتِ الـجُمُعَةِ فِـيـما بـينَ العَصْرِ إلـى اللَّـيْـلِ " . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { فِـي سِتَّةِ أيَّامٍ } قال : بدأ خـلق الأرض فـي يومين ، وقدر فـيها أقواتها فـي يومين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبـي صالـحّ ، عن كعب ، قال : بدأ الله خـلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنـين والثلاثاء والأربعاء والـخميس ، وفرغ منها يوم الـجمعة ، فخـلق آدم فـي آخر ساعة من يوم الـجمعة قال : فجعل مكان كلّ يوم ألف سنة . وحُدثت عن الـمسيب بن شريك ، عن أبـي رَوْق ، عن الضحاك : { وَهُوَ الَّذِي خَـلَقَ السَّموَاتِ والأرْضَ فِـي سِتَّةِ أيَّامٍ } قال : من أيام الآخرة ، كلّ يوم مقداره ألف سنة ابتدأ فـي الـخـلق يوم الأحد ، وختـم الـخـلق يوم الـجمعة فسميت الـجمعة ، وسَبَتَ يومَ السبت فلـم يخـلق شيئا . وقوله : { وكانَ عَرْشُهُ علـى الـمَاءِ } يقول : وكان عرشه علـى الـماء قبل أن يخـلق السموات والأرض وما فـيهن . كما : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله : { وكانَ عَرْشُهُ علـى الـمَاءِ } قبل أن يخـلق شيئاً . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، نـحوه . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد مثله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { وكانَ عَرْشُهُ علـى الـمَاءِ } ينبئكم ربكم تبـارك وتعالـى كيف كان بدء خـلقه قبل أن يخـلق السموات والأرض . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { وكانَ عَرْشُهُ علـى الـمَاءِ } قال : هذا بدء خـلقه قبل أن يخـلق السماء والأرض . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا الـحجاج ، قال : ثنا حماد ، عن يعلـى بن عطاء ، عن وكيع بن حدس ، عن عمه أبـي رزين العقـيـلـي ، قال : قلت : يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخـلق السموات والأرض ؟ قال : " فِـي عَماءٍ ما فَوْقَهُ هَوَاءٌ وما تَـحْتَهُ هَوَاءٌ ، ثُمَّ خَـلَقَ عَرْشَهُ علـى الـمَاءِ " حدثنا ابن وكيع ومـحمد بن هارون القطان الرازقـي قالا : ثنا يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلـمة ، عن يعلـى بن عطاء ، عن وكيع بن حدس ، عن عمه أبـي رزين . قال : قلت : يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخـلق خـلقه ؟ قال : " كانَ فِـي عَماءٍ ما فَوْقَهُ هَوَاءٌ ، وَما تَـحْتَهُ هَوَاءٌ ، ثُمَّ خَـلَقَ عَرْشَهُ علـى الـمَاءِ " حدثنا خلاد بن أسلـم ، قال : أخبرنا النضر بن شميـل ، قال : أخبرنا الـمسعودي ، قال : أخبرنا جامع بن شدّاد ، عن صفوان بن مـحرز ، عن ابن حصين وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتـى قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخـلوا علـيه ، فجعل يبشرهم ويقولون : أعطنا حتـى ساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم خرجوا من عنده ، وجاء قوم آخرون فدخـلوا علـيه ، فقالوا : جئنا نسلـم علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتفقّه فـي الدين ، ونسأله عن بدء هذا الأمر ، قال : " فـاقْبَلُوا البُشْرَى إذْ لَـمْ يَقْبَلْها أُولَئِكَ الَّذِينَ خَرَجُوا " قالوا : قبلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كانَ اللَّهُ وَلا شَيْءَ غيرُهُ ، وكانَ عَرْشُهُ علـى الـمَاءِ ، وكَتَبَ فِـي الذّكْرِ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، ثُمَّ خَـلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ " . ثُمَّ أتانـي آت ، فقال : تلْكَ ناقَتُكَ قَدْ ذَهَبَتْ ، فَخَرَجْتُ يَنْقَطِطِعُ دُوَنها السَّرابُ وَلَوَدِدْتُ أنّـي تَرَكْتُها . حدثنا مـحمد بن منصور ، قال : ثنا إسحاق بن سلـيـمان ، قال : ثنا عمرو بن أبـي قـيس ، عن ابن أبـي لـيـلـى ، عن الـمنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { وكانَ عَرْشُهُ علـى الـمَاءِ } قال : كان عرش الله علـى الـماءُ ثم اتـخذ لنفسه جنة ، ثم اتـخذ دونها أخرى ، ثم أطبقهما بلؤلؤة واحدة ، قال : ومِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ قال : وهي التـي لا تَعْلَـمُ نَفْسٌ أو قال : وهما التـي لا تعلـم نفس ما أُخْفِـيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بـما كَانُوا يَعْمَلُونَ . قال : وهي التـي لا تعلـم الـخلائق ما فـيها أو ما فـيهما يأتـيهم كلّ يوم منها أو منهما تـحفة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن الأعمش ، عن الـمنهال ، عن سعيد بن جبـير ، قال سئل ابن عبـاس عن قول الله : { وكانَ عَرْشُهُ علـى الـمَاءِ } قال : علـى أيّ شيء كان الـماء ؟ قال : علـى متن الريح . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبـير قال : سئل ابن عبـاس عن قوله تعالـى : { وكانَ عَرْشُهُ علـى الـمَاءِ } علـى أيّ شيء كان الـماء ؟ قال : علـى متن الريح . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن سعيد ، عن ابن عبـاس ، مثله . قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا ميسر الـحلبـي ، عن أرطاة بن الـمنذر ، قال : سمعت ضمرة يقول : إن الله كان عرشه علـى الـماء ، وخـلق السموات والأرض بـالـحقّ ، وخـلق القلـم فكتب به ما هو خالق وما هو كائن من خـلقه ، ثم إن ذلك الكتاب سبح الله ومـجده ألف عام قبل أن يخـلق شيئا من الـخـلق . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا إسماعيـل بن عبد الكريـم ، قال : ثنـي عبد الصمد بن معقل ، قال : سمعت وهب بن منبه يقول : إن العرش كان قبل أن يخـلق الله السموات والأرض ، ثم قبض قبضة من صفـاء الـماء ، ثم فتـح القبضة فـارتفع دخان ، ثم قضاهنّ سبع سموات فـي يومين ، ثم أخذ طينة من الـماء فوضعها مكان البـيت ، ثم دحا الأرض منها ، ثم خـلق الأقوات فـي يومين والسموات فـي يومين وخـلق الأرض فـي يومين ، ثم فرغ من آخر الـخـلق يوم السابع . وقوله : { لَـيَبْلُوَكُمْ ايُّكمْ أحْسَنُ عَمَلا } يقول تعالـى ذكره : وهو الذي خـلق السموات والأرض أيها الناس ، وخـلقكم فـي ستة أيام ، { لـيبلوكُمْ } يقول : لـيختبركم ، { أيُّكم أحسنُ عملاً } يقول : أيكم أحسن له طاعة . كما : حدثنا عن داود بن الـمـحبر ، قال : ثنا عبد الواحد بن زيد ، عن كلـيب بن وائل ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم : أنه تلا هذه الآية : { لـيَبْلُوَكُمْ أيُّكُمْ أحْسَنُ عَمَلاً } قال : " أيُّكُمْ أحْسَنُ عَقْلاً ، وأوْرَعُ عَنْ مَـحَارِمِ اللَّهِ وأسْرَعُ فِـي طاعَةِ اللَّهِ " حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { لـيَبْلُوَكُمْ أيُّكُمْ أحْسَنُ عَمَلاً } يعنـي الثقلـين . وقوله : { وَلَئِنْ قُلْتَ إنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الـمَوْتِ لَـيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ مُبِـينٌ } . يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : ولئن قلت لهؤلاء الـمشركين من قومك إنكم مبعوثون أحياء من بعد مـماتكم فتلوت علـيهم بذلك تنزيـلـي ووحيـي ، لـيقولن إن هذا إلا سحر مبـين أي ما هذا الذي تتلوه علـينا مـما تقول إلا سحر لسامعه ، مبـين حقـيقته أنه سحر . وهذا علـى تأويـل من قرأ ذلك : { إنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ مُبِـينٌ } وأما من قرأ : « إنْ هَذَا إلاَّ ساحِرٌ مُبِـينٌ » فإنه يوجه الـخبر بذلك عنهم إلـى أنهم وصفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه فـيـما أتاهم به من ذلك ساحر مبـين . وقد بـيَّنا الصواب من القراءة فـي ذلك فـي نظائره فـيـما مضى قبل بـما أغنى عن إعادته ههنا .