Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 15-15)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وفـي الكلام متروك حذف ذكره اكتفـاء بـما ظهر عما ترك ، وهو : فأرسله معهم ، فلـما ذهبوا به ، { وأجمَعُوا } يقول : وأجمع رأيهم وعزموا علـى { أنْ يَجْعَلُوهُ فِـي غَيابَتِ الـجُبّ } . كما : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمرو بن مـحمد ، عن أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { إنّـي لَـيَحْزُنُنـي أنْ تَذْهَبُوا بِهِ } … الآية ، قال : قال : لن أرسله معكم ، إنـي أخاف أن يأكله الذئب وأنتـم عنه غافلون . { قالُوا لَئِنْ أكَلَهُ الذّئْبُ وَنـحْنُ عُصْبَةٌ إنَّا أذا لـخَاسِرُونَ } فأرسله معهم ، فأخرجوه وبه علـيهم كرامة . فلـما برزوا به إلـى البرية أظهروا له العداوة ، وجعل أخوه يضربه ، فـيستغيث بـالآخر فـيضربه ، فجعل لا يرى منهم رحيـماً ، فضربوه حتـى كادوا يقتلونه ، فجعل يصيح ويقول : يا أبتاه يا يعقوب ، لو تعلـم ما صنع بـابنك بنو الإماء فلـما كادوا يقتلونه قال يهوذا : ألـيس قد أعطيتـمونـي موثقاً أن لا تقتلوه ؟ فـانطلقوا به إلـى الـجبّ لـيطرحوه ، فجعلوا يدلونه فـي البئر ، فـيتعلق بشفـير البئر ، فربطوا يديه ونزعوا قميصه ، فقال : يا إخوتاه ردُوا علـيّ قميصي أتوارى به فـي الـجبّ فقالوا : ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكبـاً تؤنسك قال : إنـي لـم أر شيئاً . فدلوه فـي البئر . حتـى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يـموت ، وكان فـي البئر ماء ، فسقط فـيه ، ثم أوى إلـى صخرة فـيها ، فقام علـيها . قال : فلـما ألقوه فـي البئر جعل يبكي ، فنادوه ، فظنّ أنها رحمة أدركتهم ، فلبّـاهم ، فأرادوا أن يرضخوه بصخرة فـيقتلوه ، فقام يهوذا فمنعهم ، وقال : قد أعطيتـمونـي موثقاً أن لا تقتلوه وكان يهوذا يأتـيه بـالطعام . وقوله : { فَلَـمَّا ذَهَبُوا بِهِ وأجمَعُوا } فأدخـلت الواو فـي الـجواب ، كما قال امرؤ القـيس @ : فَلَمَّا أجَزْنا ساحَةَ الحَيّ وَانْتَحَى بِنَا بطْن خَبْتٍ ذي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ @@ فأدخل الواو فـي جواب « لـما » ، وإنـما الكلام : فلما أجزنا ساحة الـحيّ انتـحى بنا ، وكذلك : { فَلَـمَّا ذَهَبُوا بِهِ وأجمَعُوا } لأن قوله « أجمعوا » هو الـجواب . وقوله : { وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بأمْرِهِمْ } يقول : وأوحينا إلـى يوسف لتـخبرنّ إخوتك بأمرهم هذا يقول : بفعلهم هذا الذي فعلوه بك . { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } يقول : وهم لا يعلـمون ولا يدرون . ثم اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي عناه الله عزّ وجلّ بقوله : { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } فقال بعضهم : عُنـي بذلك : أن الله أوحى إلـى يوسف أن يوسف سينبىء إخوته بفعلهم به ما فعلوه من إلقائه فـي الـجبّ ، وبـيعهم إياه ، وسائر ما صنعوا به من صنـيعهم ، وإخوته لا يشعرون بوحي الله إلـيه بذلك . ذكر من قال ذلك : حدثني مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وأوْحَيْنا إلَـيْهِ } إلـى يوسف . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بأمْرِهِمْ هذَا } قال : أوحينا إلـى يوسف : لتنبئنّ إخوتك . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بأمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } قال : أوحى إلـى يوسف وهو فـي الـجبّ أن سينبئهم بـما صنعوا ، وهم لا يشعرون بذلك الوحي . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال مـجاهد : { وأوْحَيْنا إلَـيْهِ } قال : إلـى يوسف . وقال آخرون : معنى ذلك : وأوحينا إلـى يوسف بـما إخوته صانعون به ، وإخوته لا يشعرون بإعلام الله إياه بذلك . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بأمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } بـما أطلع الله علـيه ويوسف من أمرهم وهو فـي البئر . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبٍّئَنٍّهُمْ بأمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } قال : أوحى الله إلـى يوسف وهو فـي الـجبٍّ أن ينبئهم بـما صنعوا به ، وهم لا يشعرون بذلك الوحي . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك ، عن معمر ، عن قتادة بنـحوه ، إلا أنه قال : أن سينبئهم . وقال ٱخرون : بل معنى ذلك : أن يوسف سينبئهم بصنـيعهم به وهم لا يشعرون أنه يوسف . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } يقول : وهم لا يشعرون أنه يوسف . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا صدقة بن عبـادة الأسدي ، عن أبـيه ، قال : سمعت ابن عبـاس يقول : لـما دخـل إخوة يوسف فعرفهم وهم له منكرون ، قال : جيء بـالصواع فوضعه علـى يده ، ثم نقره فطنٍّ فقال : إنه لـيخبرنـي فـي هذا الـجام أنه كان لكم أخ من أبـيكم يقال له يوسف يدنـيه هونكم ، وإنكم انطلقتـم به فألقـيتـموه فـي غيابة الـجبٍّ قال : ثم نقره فطنٍّ فأتـيتـم أبـاكم فقلتـم : إن الذئب أكله ، وجئتـم علـى قميصه بدم كذب . قال : فقال بعضهم لبعض : إن هذا الـجام لـيخبره بخبركم . قال ابن عبـاس : فلا نرى هذه ا ية نزلت إلا فـيهم : { لَتُنَبئَنهُمْ بأمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } .