Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 35-35)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ثم بدا للعزيز زوج الـمرأة التـي راودت يوسف عن نفسه . وقـيـل : « بدا لهم » ، وهو واحد ، لأنه لـم يذكر بـاسمه ويقصد بعينه ، وذلك نظير قوله : { الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فـاخْشَوْهُمْ } وقـيـل : إنّ قائل ذلك كان واحداً . وقـيـل : معنى قوله : { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ } فـي الرأي الذي كانوا رأوه من ترك يوسف مطلقاً ، ورأوا أن يسجُنوه { مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ } ببراءته مـما قدفته به امرأة العزيز . وتلك الآيات كانت : قَدَّ القميص من دُبر ، وخمشاً فـي الوجه ، وقطع أيديهن ، كما : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن نصر بن عوف ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس : { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ } قال : كان من الآيات قدّ فـي القميص وخمش فـي الوجه . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي وابن نـمير ، عن نصر ، عن عكرمة ، مثله . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ } قال : قدّ القميص من دُبر . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ } قال : قدّ القميص من دُبر . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد قال : وثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبـي جعفر ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ } قال : الآيات : حزّهن أيديهن ، وقدّ القميص . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، قال : قدّ القميص من دبر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَـيَسْجُنُنَّهُ } ببراءته مـما اتهم به من شقّ قميصه من دُبر ، لَـيَسْجُنُنَّهُ حتـى حِينٍ . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمرو ، عن أسبـاط ، عن السديّ : { مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ } قال : الآيات : القميص ، وقطع الأيدي . وقوله : { لَـيَسْجُنُنَّهُ حتـى حِينٍ } يقول : لـيسجننه إلـى الوقت الذي يرون فـيه رأيهم . وجعل الله ذلك الـحبس لـيوسف فـيـما ذكر عقوبة له من همه بـالـمرأة وكفَّـارة لـخطيئته . حُدثت عن يحيى بن أبـي زائدة ، عن إسرائيـل ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس : { لَـيَسْجُنُنَّهُ حتـى حِينٍ } عثر يوسف علـيه السلام ثلاث عثرات : حين همّ بها فسجن ، وحين قال : { اذْكُرْنِـي عِنْدَ رَبكِّ } فَلَبِثَ فِـي السِّجْن بضْعَ سنـينَ وأنساه الشيطان ذكر ربه ، وقال لهم : { إنَّكُمْ لَسارِقُونَ } ف { قالُوا إن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ } وذُكر أن سبب حبسه فـي السجن : كان شكوى امرأة العزيز إلـى زوجها أمره وأمرها . كما : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمرو بن مـحمد ، عن أسبـاط ، عن السديّ : { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَـيَسْجُنُنَّهُ حتـى حِينٍ } قال : قالت الـمرأة لزوجها : إن هذا العبد العبرانـيَّ قد فضحنـي فـي الناس يعتذر إلـيهم ويخبرهم أنـي راودته عن نفسه ، ولست أطيق أن أعتذر بعذري ، فإما أن تأذن لـي فأخرج فأعتذر ، وإما أن تـحبِسه كما حبستنـي ، فذلك قول الله تعالـى : { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَـيَسْجُنُنَّهُ حتـى حِينٍ } . وقد اختلف أهل العربـية فـي وجه دخول هذه اللام فـي : { لَـيَسْجُنُنَّهُ } فقال بعض البصريـين : دخـلت هاهنا لأنه موضع يقع فـيه « أيّ » ، فلـما كان حرف الاستفهام يدخـل فـيه دخـلته النون ، لأن النون تكون فـي الاستفهام ، تقول : بدا لهم أيُّهم يَأْخُذُنّ : أي استبـان لهم . وأنكر ذلك بعض أهل العربـية ، فقال : هذا يـمين ، ولـيس قوله : هل تقومنّ بـيـمين ، ولَتقومنّ ، لا يكون إلا يـميناً . وقال بعض نـحويـي الكوفة : بدا لهم ، بـمعنى : القول ، والقول يأتـي بكلَ : الكلام بـالقسم وبـالاستفهام ، فلذلك جاز : بدا لهم قام زيد ، وبدا لهم لـيقومنّ . وقـيـل : إن الـحين فـي هذا الـموضع معنـيّ به سبع سنـين . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا الـمـحاربـي ، عن داود ، عن عكرمة : { لَـيَسْجُنُنَّهُ حتـى حِينٍ } قال : سبع سنـين .