Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 76-76)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ففتَّش يوسف أوعيتهم ورحالهم طالبـاً بذلك صُواع الـملك ، فبدأ فـي تفتـيشه بأوعية إخوته من أبـيه ، فجعل يفتشها وعاء وعاء قبل وعاء أخيه من أبـيه وأمه ، فإنّه أخَّر تفتـيشه ، ثم فتش آخرها وعاء أخيه ، فـاستـخرج الصواع من وعاء أخيه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فَبَدَأَ بأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أخِيهِ } ذُكر لنا أنه كان لا ينظر فـي وعاء إلاَّ استغفر الله تأثماً مـما قذفهم به ، حتـى بقـيَ أخوه ، وكان أصغر القوم ، قال : ما أرى هذا أخذ شيئاً ، قالوا : بَلـى فـاسْتبرِه ، أَلاَ وقد علـموا حيث وضعوا سقايتهم . ثم استـخرجها من وعاء أخيه . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن مَعْمر ، عن قتاد ، قال : فـاستـخرجها من وعاء أخيه ، قال : كان كلـما فتـح متاعاً استغفر تائبـاً مـما صنع ، حتـى بلغ متاع الغلام ، فقال : ما أظنّ هذا أخذ شيئاً ، قالوا : بلـى ، فـاستبره . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمرو بن مـحمد ، عن أسبـاط ، عن السديّ ، قال : { فَبَدأَ بأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وَعاءِ أخِيهِ } فلـما بقـي رَحْلُ الغلام ، قال : ما كان هذا الغلام لـيأخذه . قالوا : والله لا يترك حتـى تنظر فـي رحله ، لنذهب وقد طابت نفسك فأدخـل يده فـاستـخرجها من رحله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : لـما قال الرسول لهم : { ولِـمَنْ جاءِ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وأنا بِهِ زَعِيـمٌ } قالوا : ما نعلـمه فـينا ولا معنا . قال : لستـم ببـارحين حتـى أفتش أمتعتكم وأُعْذِر فـي طلبها منكم . فبدأ بأوعيتهم وعاء وعاء ، يفتشها وينظر ما فـيها ، حتـى مرّ علـى وعاء أخيه ففتشه ، فـاستـخرجها منه ، فأخذ برقبته ، فـانصرف به إلـى يوسف . يقول الله : { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : ذُكِر لنا أنه كان كلـما بَحَث متاع رجل منهم استغفر ربه تأثماً ، قد علـم أين موضع الذي يطلب . حتـى إذا بقـي أخوه وعلـم أن بغيته فـيه ، قال : لا أرى هذا الغلام أخذه ، ولا أبـالـي أن لا أبحث متاعه قال إخوته : إنه أطيب لنفسك وأنفسنا أن تستبرىء متاعه أيضاً . فلـما فتـح متاعه استـخرج بغيته منه قال الله : { كذلكَ كِدْنا لـيُوسُفَ } . واختلف أهل العربـية فـي الهاء والألف اللتـين فـي قوله : { ثُمَّ اسْتَـخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أخِيهِ } فقال بعض نـحويِّـي البصرة : هي من ذكر « الصواع » ، قال : وأنّث وقد قال : { ولِـمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } لأنه عنى الصُّواع . قال : والصواع مذكر ، ومنهم من يؤنث الصواع ، وعنـى ههنا السقاية ، وهي مؤنثة . قال : وهما اسمان لواحد مثل الثوب والـملـحفة مذكر ومؤنث لشيء واحد . وقال بعض نـحويِّـي الكوفة فـي قوله : { ثُمَّ اسْتَـخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أخِيهِ } ذهب إلـى تأنـيث السرقة ، قال : وإن يكن الصواع فـي معنى الصاع ، فلعل هذا التأنـيث من ذلك . قال : وإن شئت جعلته لتأنـيث السقاية . قال : والصواع ذَكر ، والصاع يؤنث ويذكر ، فمن أنثه قال : ثلاث أَصْوُع ، مثل ثلاث أَدْوُر ، ومن ذكره قال : أصواع ، مثل أبواب . وقال آخر منهم : إنـما أُنث الصواع حين أنث لأنه أريدت به السقاية وذُكِّر حين ذكر ، لأنه أريد به الصواع . قال : وذلك مثل الـخِوَان والـمائدة ، وسِنان الرمـح وعالـيته ، وما أشبه ذلك من الشيء الذي يجتـمع فـيه اسمان : أحدهما مذكر ، والآخر مؤنث . وقوله : { كذلك كِدْنا لِـيُوسُفَ } يقول : هكذا صنعنا لـيوسف حتـى يُخَـلِّص أخاه لأبـيه وأمه من إخوته لأبـيه ، بإقرار منهم أن له أن يأخذه منهم ويحتبسه فـي يديه ويحول بـينه وبـينهم وذلك أنهم قالوا إذ قـيـل لهم { ما جَزَاؤُهُ إنْ كُنْتُـمْ كاذِبِـينَ } جزاء من سرق الصواع أن من وجد ذلك فـي رحله فهو مُسْتَرَقٌّ به ، وذلك كان حكمهم فـي دينهم . فكاد الله لـيوسف كما وصف لنا حتـى أخَذ أخاهُ منهم ، فصار عنده بحكمهم وصنع الله له . وقوله : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } يقول : ما كان يوسف لـيأخذ أخاه فـي حكم ملك مصر وقضائه وطاعته منهم ، لأنه لـم يكن من حكم ذلك الـملك وقضائه أن يُسْترقَّ أحد بـالسرق ، فلـم يكن لـيوسف أخذ أخيه فـي حكم ملك أرضه إلاَّ أن يشاء الله بكيده الذي كاده له ، حتـى أَسْلَـمَ مَنْ وُجد فـي وعائه الصُّواع إخوتُه ورفقاؤه بحكمهم علـيه وطابت أنفسهم بـالتسلـيـم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن ، قال : ثنا شبـابة ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } إلاَّ فعلةً كادها الله له ، فـاعتلّ بها يوسف . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } كادها الله له ، فكانت علة لـيوسف . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد : { لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } قال : إلاَّ فعلة كادها الله فـاعتلّ بها يوسف . قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } قال : صنعنا . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمرو ، عن أسبـاط ، عن السديّ : { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } يقول : صنعنا لـيوسف . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ } يقول : صنعنا لـيوسف . واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } فقال بعضهم : ما كان لـيأخذ أخاه فـي سلطان الـملك . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } يقول : فـي سلطان الـملك . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ ، يقول : ثنا عبـيد بن سلـيـمان ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { ما كان لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } يقول : فـي سلْطان الـملك . وقال آخرون : معنى ذلك : فـي حكمه وقضائه . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } يقول : ما كان ذلك فـي قضاء الـملك أن يستعبد رجلاً بسرقة . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { فِـي دِينِ الـمَلِكِ } قال : لـم يكن ذلك فـي دين الـملك ، قال : حكمه . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو صالـح مـحمد بن لـيث الـمروزي ، عن رجل قد سماه ، عن عبد الله بن الـمبـارك ، عن أبـي مودود الـمدينـيّ ، قال : سمعت مـحمد بن كعب القُرَظيّ يقول : { قالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجدَ فِـي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كذلكَ كِدْنا لِـيُوسُفَ ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } قال : دين الـملك لا يؤخذ به من سرق أصلاً ، ولكن الله كاد لأخيه ، حتـى تكلـموا ما تكلـموا به ، فأخذهم بقولهم ، ولـيس فـي قضاء الـملك . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، قال : بلغه فـي قوله : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلكِ } قال : كان حكم الـملك أن من سرق ضوعف علـيه الغُرم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمرو ، عن أسبـاط ، عن السديّ : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } يقول : فـي حكم الـملك . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } : أي بظلـم ، ولكن الله كاد لـيوسف لـيضمّ إلـيه أخاه . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { ما كانَ لِـيَأْخُذَ أخاهُ فِـي دِينِ الـمَلِكِ } قال : لـيس فـي دين الـملك أن يؤخذ السارق بسرقته . قال : وكان الـحكم عند الأنبـياء يعقوب وبنـيه : أن يؤخذ السارق بسرقته عبداً يُسترقّ . وهذه الأقوال وإن اختلفت ألفـاظ قائلـيها فـي معنى دين الـملك ، فمتقاربة الـمعانـي ، لأن من أخذه فـي سلطان الـملك عامله بعمله ، فـيريناه أخذه إذا لـم يغيره ، وذلك منه حكم علـيه ، وحكمه علـيه قضاؤه . وأصل الدِّين : الطاعة ، وقد بـيَّنت ذلك فـي غير هذا الـموضع بشواهده بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . وقوله : { إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } كما : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمرو ، عن أسبـاط ، عن السديّ : { إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } ولكن صَنَعنا له بأنهم قالوا : { فَهُوَ جَزَاؤُهُ } . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { إلاَّ أنْ يَشاءَ اللّهُ } إلاَّ بعلة كادها الله ، فـاعتلّ بها يوسف . وقوله : { نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ } اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأه بعضهم : « نَرْفَعُ دَرَجاتِ مَنْ نَشاءُ » بإضافة الدرجات إلـى « مَنْ » بـمعنى : نرفع منازل من نشاء ، رفع منازله ومراتبه فـي الدنـيا بـالعلـم علـى غيره ، كما رفعنا مرتبة يوسف فـي ذلك ومنزلته فـي الدنـيا علـى منازل إخوته ومراتبهم . وقرأ ذلك آخرون : { نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ } بتنوين « الدرجات » ، بـمعنى : نرفع من نشاء مراتب ودرجات فـي العلـم علـى غيره ، كما رفعنا يوسف . فمَن علـى هذه القراءة نصب ، وعلـى القراءة الأولـى خفض . وقد بيَّنا ذلك فـي سورة الأنعام . وبنحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، قال : قال ابن جريج ، قوله : { نَرْفَعُ دَرَجاتِ مَنْ نَشاءُ } يوسف وإخوته أُوتوا علـماً ، فرفعنا يوسف فوقهم فـي العلـم . وقوله : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ } يقول تعالـى ذكره : وفوق كل عالـم مَنْ هو أعلـم منه حتـى ينتهي ذلك إلـى الله تعالـى . وإنـما عَنَى بذلك أن يوسف أعلـم إخوته ، وأن فوق يوسف من هو أعلـم من يوسف ، حتـى ينتهي ذلك إلـى الله تعالـى . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا أبو عامر العَقْديّ ، قال : ثنا سفـيان ، عن عبد الأعلـى الثعلبـيّ ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس ، أنه حدّث بحديث ، فقال رجل عنده : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي علْـمٍ عَلـيـمٌ } فقال ابن عبـاس : بئسما قلت ، إن الله هو علـيـم ، وهو فوق كلّ عالـم . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن عبد الأعلـى عن سعيد بن جبـير ، قال : حدّث ابن عبـاس بحديث ، فقال رجل عنده : الـحمد لله { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } فقال ابن عبـاس : العالـم الله ، وهو فوق كلّ عالـم . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوريّ ، عن عبد الأعلـى ، عن سعيد بن جبـير ، قال : كنا عند ابن عبـاس ، فحدّث حديثاً ، فتعجب رجل فقال : الـحمد لله { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } فقال ابن عبـاس : بئسما قلت : الله العلـيـم ، وهو فوق كل عالـم . حدثنا الـحسن بن مـحمد وابن وكيع ، قالا : ثنا عمرو بن مـحمد ، قال : أخبرنا إسرائيـل ، عن سالـم ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال : يكون هذا أعلـم من هذا ، وهذا أعلـم من هذا ، والله فوق كل عالـم . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : أخبرنا أبو الأحوص ، عن عبد الأعلـى ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس : { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال : الله الخبير العليم فوق كلّ عالم . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبـيد الله ، قال : أخبرنا إسرائيـل ، عن عبد الأعلـى ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } قال : الله فوق كلّ عالـم . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي عن أبـي معشر ، عن مـحمد بن كعب ، قال : سأل رجل علـياً عن مسألة ، فقال فـيها ، فقال الرجل : لـيس هكذا ولكن كذا وكذا ، قال علـيّ : أصبت وأخطأت { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } . حدثنـي يعقوب وابن وكيع ، قالا : ثنا ابن عُلَـية ، عن خالد ، عن عكرمة ، فـي قوله : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال : علـم الله فوق كلّ أحد . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن نـمير ، عن نصر ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال : الله عزّ وجلّ . حدثنا ابن وكيع ، ثنا يعلـى بن عبـيد ، عن سفـيان ، عن عبد الأعلـى ، عن سعيد بن جبـير : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال : الله أعلـم من كلّ أحد . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن ابن شبرمة ، عن الـحسن ، فـي قوله : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ } قال : لـيس عالـم إلاَّ فوقه عالـم حتـى ينتهي العلـم إلـى الله . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا عاصم ، قال : ثنا جويرية ، عن بشير الهجيـمي ، قال : سمعت الـحسن قرأ هذه الآية يوماً : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } ، ثم وقـف فقال : إنه والله ما أمسى علـى ظهر الأرض عالـم إلاَّ فوقه من هو أعلـم منه ، حتـى يعود العلـم إلـى الذي علـمه . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا علـيّ ، عن جرير ، عن ابن شُبْرُمة ، عن الـحسن : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلِـيـمٌ } قال : فوق كل عالـم عالـم ، حتـى ينتهي العلـم إلـى الله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْـمٍ عَلـيـمٌ } حتـى ينتهي العلـم إلـى الله ، منه بدىء ، وتعلـمت العلـماء ، وإلـيه يعود . فـي قراءة عبد الله : « وَفَوْقَ كُلّ عالِـمٍ عَلِـيـمٌ » . قال أبو جعفر : إن قال لنا قائل : وكيف جاز لـيوسف أن يجعل السقاية فـي رحل أخيه ثم يِسَرِّق قوماً أبرياء من السَّرَق ، ويقول { أيَّتُها العِيرُ إنَّكُمْ لَسارِقُونَ } ؟ قـيـل : إن قوله : { أيَّتُها العِيرُ إنَّكُمْ لَسارِقُونَ } إنـما هو خبر من الله عن مؤذّن أذّن به ، لا خبر عن يوسف . وجائز أن يكون الـمؤذّن أذن بذلكَ أنْ فَقَد الصواع ولا يعلـم بصنـيع يوسف . وجائز أن يكون كان أذن الـمؤذن بذلك عن أمر يوسف ، واستـجاز الأمر بـالنداء بذلك لعلـمه بهم أنهم قد كانوا سرقوا سرقة فـي بعض الأحوال ، فأمر الـمؤذن أن يناديهم بوصفهم بـالسَّرَق ، ويوسف يعنـي ذلك السرق لا سرقهم الصواع . وقد قال بعض أهل التأويـل : إن ذلك كان خطأ من فعل يوسف ، فعاقبه الله بإجابة القوم إياه : { إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ } وقد ذكرنا الرواية فـيـما مضى بذلك .