Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 15-15)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : فإن امتنع هؤلاء الذين يدعون من دون الله الأوثان والأصنام لله شركاء من إفراد الطاعة والإخلاص بـالعبـادة له ، فللّه يسجد من فـي السموات من الـملائكة الكرام ومن فـي الأرض من الـمؤمنـين به طوعاً ، فأما الكافرون به فإنهم يسجدون له كَرْهاً حين يكرهون علـى السجود . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { ولِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً } فأما المؤمن فـيسجد طائعاً ، وأما الكافر فيسجد كارهاً . حدثني الـمثنى ، قال : ثنا سويد ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن سفيان ، قال : كان ربـيع بن خيثم إذا تلا هذه الآية : { ولِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً } قال : بلـى يا ربـاه . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { ولِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً } قال : من دخـل طائعاً هذا طوعاً ، وكرهاً من لـم ير يدخـل إلاَّ بـالسيف . وقوله : { وَظِلالُهُمْ بـالغُدُوّ والآصَالِ } يقول : ويسجد أيضاً ظلال كلّ من سجد لله طوعاً وكرهاً بـالغدوات والعشايا ، وذلك أن ظل كلّ شخص فإنه يفـىء بـالعشيّ كما قال جلّ ثناؤه : { أوَ لـمْ يَرَوْا إلـى ما خَـلَقَ اللّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَقَـيَّأ ظِلالُهُ عَنِ الـيَـمِينِ والشَّمائِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ داخِرُونَ } وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال جماعة من أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَظِلالُهُمْ بـالغُدُوّ والآصالِ } يعني : حين يفـىء ظلّ أحدهم عن يمينه أو شماله . حدثني الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن الزبـير ، عن سفـيان ، قال فـي تفسير مـجاهد : { ولِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بـالغُدُوّ والآصَالِ } قال : ظلّ الـمؤمن يسجد طوعاً وهو طائع ، وظلّ الكافر يسجد طوعاً وهو كاره . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { وَظِلالُهُمْ بـالغُدُوّ والآصَالِ } قال : ذكر أن ظلال الأشياء كلها تسجد له ، وقرأ : { سُجَّدا لِلّهِ وهم دَاخِرُونَ } قال : تلك الظلال تسجد لله . والآصال : جمع أُصُل ، والأصُلُ : جمع أصيـل ، والأصيـل : هو العشيّ ، وهو ما بـين العصر إلـى مغرب الشمس قال أبو ذؤَيب :