Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 1-1)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال أبو جعفر الطبري : قد تقدم منا البـيان عن معنى قوله : { الر } فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . وأما قوله : { كِتابٌ أنْزَلْناهُ إلَـيْكَ } فإن معناه : هذا كتاب أنزلناه إلـيك يا مـحمد يعنـي القرآن . { لِتُـخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُـماتِ إلـى النُّورِ } يقول : لتهديهم به من ظلـمات الضلالة والكفر إلـى نور الإيـمان وضيائه ، وتبصِّر به أهل الـجهل والعمّى سبل الرشاد والهُدى . وقوله : { بإذْنِ رَبِّهِمْ } يعنـي : بتوفـيق ربهم لهم بذلك ولطفه بهم . { إلـى صراطِ العَزِيزِ الـحَمِيدِ } يعنـي : إلـى طريق الله الـمستقـيـم ، وهو دينه الذي ارتضاه وشرعه لـخـلقه . والـحميد : فعيـل ، صُرف من مفعول إلـى فعيـل ، ومعناه : الـمـحمود بآلائه ، وأضاف تعالـى ذكره إخراج الناس من الظلـمات إلـى النور بإذن ربهم لهم بذلك إلـى نبـيه صلى الله عليه وسلم ، وهو الهادي خـلقه والـموفِّق من أحبّ منهم للإيـمان ، إذ كان منه دعاؤهم إلـيه ، وتعريفهم ما لهم فـيه وعلـيهم ، فبـين بذلك صحة قول أهل الإثبـات الذين أضافوا أفعال العبـاد إلـيهم كسبـاً ، وإلـى الله جلّ ثناؤه إنشاءً وتدبـيراً ، وفساد قول أهل القدر الذين أنكروا أن يكون لله فـي ذلك صنع . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، فـي قوله : { لِتُـخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُـماتِ إلـى النُّورِ } : أي من الضلالة إلـى الهُدى .