Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 21-21)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي تعالـى ذكره بقوله : { وَبَرَزُوا لِلّهِ جَمِيعاً } وظهر هؤلاء الذين كفروا به يوم القـيامة من قبورهم فصاروا بـالبراز من الأرض جميعاً ، يعنـي كلهم . { فَقالَ الضُّعَفـاءُ للَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا } يقول : فقال التبـاع منهم للـمتبوعين ، وهم الذين كانوا يستكبرون فـي الدنـيا عن إخلاص العبـادة لله واتبـاع الرسل الذين أرسلوا إلـيهم : { إنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً } فـي الدنـيا ، والتَّبَع : جمع تابع ، كما الغَيَبُ جمع غائب . وإنـما عَنَوا بقولهم : إنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعَاً أنهم كانوا أتبـاعهم فـي الدنـيا يأتـمرون لـما يأمرونهم به من عبـادة الأوثان والكفر بـالله ، وينتهون عما نهوهم عنه من اتبـاع رسل الله { فَهَلْ أنْتُـمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِنْ شَيْءٍ } يعنون : فهل أنتـم دافعون عنا الـيوم من عذاب الله من شيء . وكان ابن جريج يقول نـحو ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : { وَقالَ الضّعَفـاءُ } قال : الأتبـاع { للَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا } قال : للقادة . وقوله : { لَوْ هَدَانا اللّهُ لَهَدَيْناكُمْ } يقول عزّ ذكره : قالت القادة علـى الكفر بـالله لتبـاعها : { لَوْ هَدَانا اللّهُ } يعنون : لو بـين الله لنا شيئاً ندفع به عذابه عنا الـيوم ، { لَهَدْينَاكُمْ } لبـيَّنا ذلك لكم حتـى تدفعوا العذاب عن أنفسكم ، ولكنا قد جزعنا من العذاب فلـم ينفعنا جزعنا منه وصبرنا علـيها . { سَوَاءٌ عَلَـيْنا أجَزِعْنا أمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَـحِيصٍ } يعنون : ما لهم من مزاغ يزوغون عنه ، يقال منه : حاص عن كذا إذا زاغ عنه يحِيص حَيْصا وحُيُوصا وحَيَصانا . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك ، عن الـحكم ، عن عمر بن أبـي لـيـلـى أحد بنـي عامر ، قال : سمعت مـحمد بن كعب القُرَظِيّ يقول : بلغنـي أو ذُكر لـي أن أهل النار قال بعضهم لبعض : يا هؤلاء ، إنه قد نزل بكم من العذاب والبلاء ما قد تَرْون ، فهلـمّ فلنصبر ، فلعلّ الصبر ينفعنا كما صبر أهل الدنـيا علـى طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا قال : فـيجمعون رأيهم علـى الصبر ، قال : فصبروا فطال صبرهم ، ثم جزعوا فنادوا : { سَوَاءٌ عَلَـيْنا أجَزِعْنا أمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَـحِيصٍ } أي مَنْـجي . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { سَوَاءٌ عَلَـيْنا أجَزِعْنا أمْ صَبرْنا ما لَنا مِنْ مَـحِيصٍ } قال : إن أهل النار قال بعضهم لبعض : تعالَوا ، فإنـما أدرك أهل الـجنة الـجنَة ببكائهم وتضرّعهم إلـى الله ، فتعالَوا نبكي ونتضِرّع إلـى الله قال : فبكَوا ، فلـما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : تعالوا ، فما أدرك أهل الـجنة الـجنَة إلا بـالصبر ، تعالَوا نصبر فصَبروا صبرا لـم يُر مثله ، فلـم ينفعهم ذلك فعند ذلك قالوا { سَوَاءٌ عَلَـيْنا أجَزِعْنا أمْ صَبرْنا ما لَنا مِنْ مَـحِيصٍ } .