Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 23-25)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول عزّ ذكره : وأدخـل الذين صدقوا الله ورسوله ، فأقرّوا بوحدانـية الله وبرسالة رسله ، وأن ما جاءت به من عند الله حقّ { وَعَمِلُوا الصَّالِـحاتِ } يقول : وعملوا بطاعة الله ، فـانتهوا إلـى أمر الله ونهيه { جَنَّاتٍ تَـجْرِي مِنْ تَـحْتِها الأنهارُ } بساتـين تـجري من تـحتها الأنهار { خالدِينَ فِـيها بـاذْنِ رَبِّهِمْ } يقول : أدخـلوها بأمر الله لهم بـالدخول . { تَـحِيَّتُهُمْ فِـيها سَلامٌ } وذلك إن شاء الله كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قوله { تَـحَيَّتُهُمْ فِـيها سَلامٌ } قال : الـملائكة يسلـمون علـيهم فـي الـجنة . وقوله : { ألَـمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِـمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : ألـم تر يا مـحمد بعين قلبك فتعلـم كيف مثَّل الله مثلاً وشبَّه شبها كلـمة طيبة ، ويعنـي بـالطيبة : الإيـمان به جلّ ثناؤه : كشجرة طيبة الثمرة ، وترك ذكر الثمرة استغناء بـمعرفة السامعين عن ذكرها بذكر الشجرة . وقوله : { أصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِـي السَّماءِ } يقول عزّ ذكره : أصل هذه الشجرة ثابت فـي الأرض ، وفرعها ، وهو أعلاها فـي السماء : يقول : مرتفع علوا نـحو السماء . وقوله : { تُؤْتِـي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بـاذْنِ رَبِّها } يقول : تطعم ما يؤكل منها من ثمرها { كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ الأمْثالَ للنًّاسِ } يقول : ويـمثَّل الله الأمثال للناس ويشبه لهم الأشياء ، { لَعَلَّهُمْ يَتَذَّكَّرُونَ } يقول : لـيتذكروا حجة الله علـيهم ، فـيعتبروا بها ويتعظوا ، فـينزجوا عما هم علـيه من الكفر به إلـى الإيـمان . وقد اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنىّ بـالكلـمة الطيبة ، فقال بعضهم : عنـى بها : إيـمان الـمؤمن . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { كَلـمَةً طَيِّبَةً } شهادة أن لا إله إلا الله ، { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } وهو الـمؤمن ، { أصْلُها ثابتٌ } يقول : لا إله إلا الله ثابت فـي قلب الـمؤمن ، { وَفَرْعُها فِـي السَّماءِ } يقول : يرفع بها عمل الـمؤمن إلـى السماء . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع بن أنس : { كَلَـمَةً طَيِّبَةً } قال : هذا مثل الإيـمان ، فـالإيـمان : الشجرة الطيبة ، وأصله الثابت الذي لا يزول : الإخلاص لله ، وفرعه فـي السماء ، فرعه : خشية الله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال مـجاهد : { ألَـمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلـمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : كنـخـلة . قال ابن جريج : وقال آخرون : الكلـمة الطيبة أصلها ثابت فـي ذات أصل فـي القلب { وَفَرْعُها فِـي السَّماءِ } تعرج فلا تـحجب حتـى تنتهي إلـى الله . وقال آخرون : بل عُنـي بها الـمؤمن نفسه . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : { ألَـمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِـمَةً طَيِّبَةً كَشَجرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابَتٌ وَفَرْعُها فِـي السَّماءِ تُؤْتِـي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بـاذْنِ رَبِّها } ، يعنـي بـالشجرة الطيبة : الـمؤمن ، ويعنـي بـالأصل الثابت : فـي الأرض ، وبـالفرع فـي السماء : يكون الـمؤمن يعمل فـي الأرض ، ويتكلـم فـيبلغ عمله وقوله السماء وهو فـي الأرض . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال ثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفيّ في قوله : { ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةٍ طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : ذلك مثل المؤمن ، لا يزال يخرج منه كلام طيب ، وعمل صالح يصعد إليه . حدثنا القاسم ، قال ثنا الحسين ، قال ثنى حجاج ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ، قال : { أصلها ثابت في الأرض } وكذلك كان يقرؤها ، قال : ذلك المؤمن ضرب مثله ، قال الاخلاص لله وحده وعبادته ، لا شريك له ، قال : { أصلُها ثابِتٌ } قال : أصل عمله ثابت في الأرض { وَفَرْعُها في السَّماء } قال ذكره في السماء . واختلفوا في هذه الشجرة التي جعلت للكلمة الطيبة مثلاً ، فقال بعضهم : هي النخلة . ذكر من قال ذلكحدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال ثنا شعبة ، عن معاوية بن قرة قال : سمعت أنس بن مالك في هذا الحرف { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : هي النخلة . حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا أبو قطن ، قال : ثنا شعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس ، مثله . حدثنا الحسن ، قال : ثنا شبابة ، قال : ثنا شعبة ، عن معاوية بن قرة ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : { كَلِمَةً طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : النخل . حدثني يعقوب والحسن بن محمد ، قالا : ثنا ابن علية ، قال : ثنا شعيب ، قال : قال خرجت مع أبي العالية نريد أنس بن مالك ، قال فأتيناه ، فدعا لنا بقنو عليه رطب ، فقال : كلوا من هذه الشجرة التي قال الله عز وجل { ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ } وقال الحسن في حديثه بقناع . حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال أخبرنا حماد بن سلمة ، قال أخبرنا شعيب بن الحبحاب ، عن أنس : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقناع بسر ، فقال : مثل كَلمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ " قال هي النخلة . حدثنا سوار بن عبد الله ، قال : ثنا أبي ، قال ثنا حماد بن سلمة ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقناع فيه بسر فقال { مَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : هي النخلة " قال شعيب ، فأخبرت بذلك أبا العالية ، فقال : كذلك كانوا يقولون . حدثني المثنى ، قال : ثنا حجاج ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن شعيب بن الحبحاب ، قال : كنا عند أنس ، فأتينا بطبق أو قنع عليه رطب ، فقال : كل يا أبا العالية ، فإن هذا من الشجرة التي ذكر الله عز وجل في كتابه { ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ } . حدثني المثنى ، قال : ثنا الحجاج بن المنهال ، قال : ثنا مهدي بن ميمون ، عن شعيب بن الحبحاب ، قال : كان أبو العالية يأتيني ، فأتاني يوماً في منزلي بعد ما صليت الفجر ، فانطلقت معه إلى أنس بن مالك ، فدخلنا معه إلى أنس ابن مالك ، فجيء بطبق عليه رطب ، فقال أنس لأبي العالية : كل يا أبا العالية ، فإن هذه من الشجرة التي قال الله في كتابه { ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابتٌ } قال : هكذا قرأها يومئذ أنس . حدثنا أبو كريب ، قال ثنا طلق ، قال : ثنا شريك ، عن السديّ ، عن مرة ، عن عبد الله مثله . حدثني الحارث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا عبد الغفار بن القاسم ، عن جامع بن أبي راشد ، عن مرّة بن شراحيل الهمداني ، عن مسروق { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : النخلة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال ثنا عيسى " ح " وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا شبابة ، قال : ثنا ورقاء " ح " وحدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا اسرائيل ، عن السديّ ، عن مرّة ، عن عبد الله ، مثله . حدثني المثنى ، قال : ثنا معلى بن أسد ، قال : ثنا خالد ، قال : أخبرنا حُصَين ، عن عكرمة ، في قوله : { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : هي النخلة لا تزال فيها منفعة . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مغراء ، عن جويبر ، عن الضحاك ، في قوله { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : ضرب الله مثل المؤمن كمثل النخلة تؤتى أكلها كلّ حين . حدثنا بشر ، قال ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةَ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } كنا نحدَّث أنها النخلة . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } قال : يزعمون أنها النخلة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ } قال : هي النخلة . حدثنا الحسين بن محمد ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَفَرْعُها فِي السَّماءِ } قال : النخلة . قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا خالد ، عن الشيباني ، عن عكرمة { تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ } قال : هي النخلة . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، قال : قال شعيب بن الحبحاب ، عن أنس بن مالك : الشجرة الطيبة : النخلة . وقال آخرون : بل هي شجرة في الجنة . ذكر من قال ذلك حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا أبو كدينة ، قال : ثنا قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قول الله عز وجل { ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السماءِ تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال هي شجرة في الجنة . وأولى القولين بالصواب في ذلك ، قول من قال : هي النخلة لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حدثنا به الحسن بن محمد ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : صحبت ابن عمر إلى المدينة ، فلم أسمعه يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحداً قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتى بجمار ، فقال : " مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ مَثَلُها مَثَلُ الرَّجُلِ المُسْلِمِ " فأردت أن أقول : هي النخلة ، فإذا أنا أصغر القوم ، فسكتُّ . حدثنا الحسن ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا سليمان ، عن يوسف بن سرح ، عن رجل ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هَلْ تَدْرُونَ ما الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ ؟ قال ابن عمر فأردت أن أقول هي النخلة ، فمنعني مكان عمر ، فقالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هِيَ النَّخْلَةُ " حدثنا الحسن ، قال : ثنا يحيى بن حماد ، قال ثنا عبد العزيز ، قال : ثنى عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه : " إنَّ شَجَرَةً مِنَ الشَّجَرِ لا يُطْرَحُ وَرَقُها مَثَلُ المُؤْمِنِ قال : فوقع النسا في شجر البدو ، ووقع في قلبي أنها النخلة ، فاستحييت حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هِيَ النَّخْلَةُ " حدثنا الحسن ، قال ثنا عاصم بن عليّ ، قال ثنا عبد العزيز بن مسلم القِسْمِلِي ، قال : ثنا عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرضةً لا يَسْقُطُ وَرَقُها وَهِيَ مَثَلُ المُؤْمِنِ ، فَتُحَدّثُونِي ما هِيَ " فذكر نحوه . حدثنا الحسن ، قال : ثنا عليّ ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، قال : ثنا عبيد الله ، قال : ثنى نافع ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخْبِرُونِي بشَجَرةٍ كمَثَلِ الرَّجُلِ المُسْلِمِ تُؤْتِي أُكُلَها حِينٍ لا يتَحاتُّ وَرَقُها ، قال : فوقع في نفسي أنها النخلة ، فكرهت أن أتكلم ، وثمَّ أبو بكر وعمر ، فلما لم يتكلموا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هِيَ النَّخْلَةُ " حدثني الحسن ، قال : ثنا محمد بن الصباح ، قال : ثنا إسماعيل ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، نحوه . واختلف أهل التأويل في معنى الحين الذي ذكر الله عزّ وجلّ في هذا الموضع ، فقال : { تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } فقال بعضهم : معناه : تؤتى أكلها كَّل غداة وعشية . ذكر من قال ذلك حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا أبو معاوية ، قال ثنا الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، قال الحِين : قد يكون غدوة وعشية . حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس في قوله : { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال : غُدوة وعشية . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، مثله . حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا محمد بن أبي عديّ ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، بمثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا طلق ، عن زائدة ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس مثله . حدثنا الحسن ، قال : ثنا عليّ بن الجعد ، قال : ثنا شعبة ، عن الأعمش عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، في قوله : { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال : بكرة وعشيا . حدثنا محمد ابن سعد ، قال : ثنى أبي ، قال : ثنى عمي ، قال : ثنى أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، { تُؤتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال يُذكر الله كل ساعة من الليل والنهار . حدثنا الحسن ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا أبو كدينة ، قال : ثنا قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال غدوة وعشية . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال ثنا عبد الرحمن بن مَغْراء ، عن جويبر ، عن الضحاك ، في قوله { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال : المؤمن يطيع الله بالليل والنهار ، وفي كل حين . حدثني المثنى ، قال ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } يصعد عمله أوّل النهار وآخره . حدثنا القاسم ، قال : ثنا حسين ، قال : ثنى حجاج ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس { تُؤْتِى أُكُلُها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال : يَصْعَد عمله غدوة وعشية . حُدثت عن الحسين ، قال سمعت أبا معاذ ، قال : أخبرنا عبيد بن سليمان ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال : تُخْرِج ثمرَتها كلّ حين ، وهذا مثل المؤمن يعمل كلّ حين كل ساعة من النهار ، وكل ساعة من الليل وبالشتاء والصيف بطاعة الله . وقال آخرون : معنى ذلك : تؤتى أكلها كلّ ستة أشهر من بين صِرامها إلى حملها . ذكر من قال ذلك حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن طارق بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : الحين ستة أشهر . حدثني يعقوب ، قال ثنا ابن علية ، قال أخبرنا أيوب ، قال : قال عكرمة : سئلت عن رجل حلف أن لا يصنع كذا وكذا إلى حين ، فقلت : إن من الحين حينا يدرك ، ومن الحين حينا لا يدرك : فالحين الذي لا يدرك قوله : { وَلَتعْلَمُنَّ نَبأَهُ بَعْدَ حِينٍ } والحين الذي يدرك { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْن رَبِّها } قال : وذلك من حين تُصْرَمُ النخلة إلى حين تطلع ، وذلك ستة أشهر . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن الاصبهاني ، عن عكرمة ، قال : الحِين : ستة أشهر . حدثنا الحسن ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا خالد ، عن الشيباني ، عن عكرمة ، في قوله { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال : هي النخلة ، والحِين : ستة أشهر . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا كثير بن هشام ، قال : ثنا جعفر ، قال : ثنا عكرمة { تُؤْتِى أُكُلَها كًلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبَّها } قال : هو ما بين حمل النخلة إلى أن تُحْرز . حدثنا المثنى ، قال : ثنا قبيصة بن عقبة ، قال : ثنا سفيان ، قال : قال عكرمة : الحين : ستة أشهر . حدثنا أحمد ، قال ثنا أبو أحمد ، قال ثنا قيس ، عن طارق بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه سئل عن رجل حلف أن لا يكلم أخاه حِينا ، قال : الحِين : ستة أشهر ، ثم ذكر النخلة ما بين حملها إلى صِرامها ستة أشهر . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن طارق ، عن سعيد بن جبير { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ } قال : ستة أشهر . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حينٍ بإذْنِ رَبِّها } والحين : ما بين السبعة والستة ، وه تؤكل شتاء وصيفا . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، قال : قال الحسن : ما بين الستة الأشهر والسبعة : يعني الحين . حدثنا ابن بشار ، قال ثنا عبد الرحمن ، قال ثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن الاصبهاني ، عن عكرمة . قال : الحين : ستة أشهر . وقال آخرون : بل الحين ههنا سنة . ذكر من قال ذلكحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي مكين ، عن عكرمة ، إن نذر أن يقطع يد غلامه أو يحبسه حينا ، قال : فسألني عمر بن عبد العزيز ، فقلت : لا تقطع يده ، يحسبه سنة ، والحين : سنة ، ثم قرأ : { لَيَسْجُنُنَّهُ حتى حينٍ } ، وقرأ { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } . حدثنا أبو كريب ، قال ثنا وكيع ، قال : وزاد أبو بكر الهذليّ ، عن عكرمة ، قال : قال ابن عباس : الحين حينان : حين يعرف ، وحين لا يعرف فأما الحين الذي لا يعرف { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبأَهُ بَعْدَ حِينٍ } . وأما الحين الذي يعرف ، فقوله : { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن حعفر ، قال : ثنا شعبة ، قال : سألت حمادا والحكَم ، عن رجل حلف أن ألاَّ يكلم رجلا إلى حِين قالا : الحِين : سنة . حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى " ح " وحدثني الحرث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء " ح " وحدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا شبابة ، قال ثنى ورقاء " ح " وحدثني المثنى ، قال ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { كُلَّ حِينٍ } قال : كلّ سنة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : تُؤْتِى أُكُلُها كُلَّ حِينٍ قال : كلّ سنة . حدثنا أحمد ، قال ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سلام ، عن عطاء بن السائب ، عن رجل منهم ، أنه سأل ابن عباس ، فقال : حلفت ألاَّ أكلم رجلا حِينا ، فقرأ ابن عباس { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ } ، فالحين : سنة . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا ابن عسيل ، عن عكرمة ، قال : أرسل إليّ عمر بن عبد العزيز فقال : يا مولى ابن عباس ، إني حلفت أن لا أفعل كذا وكذا حِينا ، فما الحين الذي يعرف به ؟ قلت : إن من الحين حينا لا يدرك ، ومن الحين حين يدرك فأما الحين الذي لا يدرك ، فقول الله : { هَلْ أَتَى على الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكَوراً } والله ما يدري كم أتى له إلى أن خلق . وأما الذي يدرك فقوله : { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } ، فهو ما بين العام إلى العام المقبل ، فقال : أصبت يا مولى ابن عباس : ما أحسن ما قلت . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء ، قال : أتى رجل ابن عباس ، فقال : إني نذَرت أن لا أكلم رجلا حينا ، فقال ابن عباس { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ } فالحين : سنة . وقال آخرون : بل الحين في هذا الموضع : شهران . ذكر من قال ذلك حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال ثنا محمد بن مسلم الطائفي ، عن إبراهيم بن ميسرة ، قال جاء رجل إلى سعيد بن المسيب ، فقال : إني حلفت أن لا أكلم فلاناً حينا ، فقال : قال الله تعالى : { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبَّها } قال : هي النخلة لا يكون منها أكلها الا شهرين : فالحين شهران . وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : عنى بالحين في هذا الموضع : غدوة وعشية ، وكلّ ساعة ، لأن الله تعالى ذكره ضرب ما تؤتى هذه الشجرة كلّ حين من الأكل لعمل المؤمن وكلامه مثلا ، ولا شكّ أن المؤمن يرفع إلى الله في كل يوم صالح من العمل والقول ، لا في كل سنة ، أوفى كل ستة أشهر ، أوفي كلّ شهرين . فإذا كان ذلك كذلك ، فلا شك أن المثل لا يكون خِلافاً للمُثَّل به في المعنى . وإذا كان ذلك كذلك كان بيَّنا صحة ما قلنا . فإن قال قائل : فأيّ نخلة تؤتى في كل وقت أكلا صيفاً وشتاء ؟ قيل : أما في الشتاء فإن الطلع من أكلها . وأما في الصيف فالبلح والبسر والرطب والتمر ، وذلك كله من أكلها . وقوله : { تُؤْتِى أُكُلَها } فإنه كما حدثنا به محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، قتادة { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } قال : يؤكل ثمرها في الشتاء والصيف . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ } قال : هي تؤكل شتاء وصيفاً . حدثنا المثنى ، قال ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس { تُؤْتِى أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإذْنِ رَبِّها } يصعد عمله ، يعني عمل المؤمن من أول النهار وآخره .