Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 27-27)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعنـي تعالـى ذكره بقوله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا } يحقق الله أعمالهم وإيـمانهم { بـالقَوْلِ الثَّابِتِ } يقول : بـالقول الـحقّ ، وهو فـيـما قـيـل : شهادة أن لا إله إلا الله وأن مـحمدً رسول الله . وأما قوله : { فِـي الـحَياةِ الدُّنـيْا } فإن أهل التأويـل اختلفوا فـيه ، فقال بعضهم : عنـي بذلك أن الله يثبتهم فـي قبورهم قبل قـيام الساعة . ذكر من قال ذلك : حدثنـي أبو السائب سلـم بن جنادة ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبـيدة ، عن البراء بن عازب ، فـي قوله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنـيْا } قال : التثبـيت فـي الـحياة الدنـيا إذا أتاه الـملكان فـي القبر ، فقالا له : من ربك ؟ فقال : ربـي الله ، فقالا له : ما دينك ؟ قال : دينـي الإسلام ، فقالا له : من نبـيك ؟ قال نبـيـي مـحمد صلى الله عليه وسلم . فذلك التثبـيت فـي الـحياة الدنـيا . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبـيدة ، عن البراء بن عازب ، بنـحو منه فـي الـمعنى . حدثنـي عبد الله بن إسحاق الناقد الواسطي ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبـيدة ، عن البراء ، قال : ذكر النبـيّ صلى الله عليه وسلم الـمؤمن والكافر ، فقال : " إنَّ الـمُؤْمِنَ إذا سُئِلَ فِـي قَبْرِهِ قال : رَبّـيَ اللّهُ ، فذلك قوله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنـيْا وَفِـي الآخِرَةِ } " . حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا هشام بن عبد الـملك ، قال : ثنا شعبة ، قال : أخبرنـي علقمة بن مرثد قال : سمعت سعد بن عبـيدة ، عن البراء بن عازب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ الـمُسْلِـمَ إِذَا سُئِلَ فِـي القَبْرِ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللّهُ ، وأنَّ مُـحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ " قال : " فذلك قَوْلُهُ يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنـيْا وفِـي الآخرَةِ " . حدثنـي الـحسن بن سلـمة بن أبـي كبشة ، ومـحمد بن معمر البحرانـي ، واللفظ لـحديث ابن أبـي كبشة ، قالا : ثنا أبو عامر عبد الـملك بن عمرو ، قال : ثنا عبـاد بن راشد ، عن داود بن أبـي هند ، عن أبـي نضرة ، عن أبـي سعيد ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي جنازة ، فقال : " يا أيُّها النَّاسُ إنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَـى فِـي قُبُورِها ، فإذَا الإنْسانُ دُفنَ وتَفَرَّقَ عَنْهُ أصحَابُهُ ، جاءَهُ مَلَكٌ بـيَدِهِ مِطْرَاقٌ فأَقْعَدَهُ ، فَقالَ : ما تَقولُ فِـي هذَا الرَّجُلِ ؟ فإنْ كانَ مُؤمِناً قالَ : أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأنَّ مُـحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَـيَقُولُ لَهُ : صَدَقْتَ فـيُفْتَـحُ لَهُ بـابٌ إلـى النَّارِ ، فَـيُقالُ : هذَا مَنْزِلُكَ لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ فَأمَّا إذْ آمَنْتَ بِهِ ، فإنَّ اللّهَ أبْدَلَكَ بِهِ هَذَا . ثُمَّ يُفْتَـحُ لَهُ بـابٌ إلـى الـجَنَّةِ ، فَـيُرِيدُ أنْ يَنْهَضَ لَهُ ، فَـيُقالُ لَهُ : اسْكُنْ ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِـي قَبْرِهِ . وأمَّا الكافِرُ أوِ الـمُنافِقُ ، فَـيُقالُ لَهُ ما تَقُولُ فِـي هذَا الرَّجُلِ ؟ فَـيَقُولُ : ما أدْرِي ، فَـيُقالُ لَهُ : لادَرَيْتَ وَلا تَلَـيْتَ وَلا اهْتَدَيْتَ ثُمَّ يُفْتَـحُ لَهُ بـابٌ إلـى الـجَنَّةِ ، فَـيُقالُ لَهُ : هذَا كانَ مَنْزِلَكَ لَوْ آمَنْتَ بِرَبِّكَ فأمَّا إذْ كَفَرْتَ فإنَّ اللّهَ أبْدَلَكَ هَذَا . ثُمَّ يُفْتَـحُ لَهُ بـابٌ إلـى النَّارِ ، ثُمَّ يَقْمَعُهُ الـمَلَكُ بـالـمِطْرَاقِ قَمْعَةً يَسْمَعُهُ خَـلْقُ اللّهِ كُلُّهُمْ إلاَّ الثَّقَلَيْنِ " . قال بعض أصحابه : يا رسول الله ما منا أحد يقوم علـى رأسه ملك بـيده مطراق إلا هيـل عند ذلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِيَنَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنـيْا وَفِـي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِـمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ " . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن الـمنهال ، عن زاذان ، عن البراء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، وذكر قبض روح الـمؤمن : " فَتُعادُ رُوحُهُ فِـي جَسَدِهِ وَيَأْتِـيهِ مَلَكانِ فَـيُجْلِسانِهِ فِـي قَبْرِهِ ، فَـيَقُولانِ مَنْ رَبُّكَ ؟ فَـيَقُولُ : رَبِّـيَ اللّه ، فَـيَقُولانِ : ما دِينُكَ ؟ فَـيَقُولُ دِينِـيَ الإسْلامُ ، فَـيَقُولانِ لَهُ : ما هذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فـيكُمْ ؟ فَـيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللّهِ ، فَـيَقُولانِ : ما يُدْرِيكَ ؟ فَـيَقُولُ : قَرأتُ كتابَ اللّهِ فَآمَنْتُ بِهِ ، وَصَدَّقْتُ . فَـيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ : أنْ صَدَقَ عَبْدِي " قال : " فذلكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنـيْا وفِـي الآخِرَةِ } " . حدثنـي أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، قال : ثنا الأعمش ، عن الـمنهال ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، بنـحوه . حدثنا ابن حميد وابن وكيع ، قالا : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن الـمنهال ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، بنـحوه . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن نـمير ، قال : ثنا الأعمش ، قال : ثنا الـمنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، بنـحوه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الـحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو بن قـيس ، عن يونس بن خَبَّـاب ، عن الـمنهال ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، نـحوه . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر وحدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا مهدي بن ميـمون جميعاً ، عن يونس بن خبـاب ، عن الـمنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر قبض روح الـمؤمن ، قال : " فَـيَأْتِـيهِ آتٍ فِـي قَبْرِهِ فَـيَقُولُ : مَنْ رَبُّكَ وَما دِينُكَ وَمَنْ نَبِـيُّكَ ؟ فَـيَقُولُ : رَبّـيَ اللّهُ وَدِينِـي الإسْلامُ وَنَبِـيِّـي مُـحَمَّدٌ صَلـى اللّهُ علـيهِ وسلَّـمَ . فَـيَنْتهِرُهُ ، فَـيَقُولُ : مَنْ رَبُّكَ ، وَما دِينُكَ ؟ فَهِيَ آخِرُ فِتْنَةٍ تُعْرَضُ علـى الـمُؤْمِنِ ، فذلكَ حِينَ يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنـيْا وفِـي الآخِرَةِ } ، فَـيَقُولُ : رَبّـيَ اللّهُ ، وَدِينِـي الإسْلامُ ، وَنَبِـيِّـي مُـحَمَّدٌ صَلـى اللّهُ علـيهِ وسلَّـمَ . فَـيُقالُ لَهُ : صَدَقْتَ " . واللفظ لـحديث ابن عبد الأعلـى . حدثنا مـحمد بن خـلف العسقلانـي ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا حماد بن سلـمة ، عن مـحمد بن عمرو ، عن أبـي سلـمة ، عن أبـي هريرة ، قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يُثَبِّتُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنـيْا وفِـي الآخِرَةِ } قالَ : " ذَاكَ إذَا قِـيـلَ فِـي القَبْرِ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَما دِينُكَ ؟ فَـيَقُولُ : رَبّـيَ اللّهُ ، وَدِينِـي الإسْلامُ ، وَنَبِـيِّـي مُـحَمَّدٌ صَلـى اللّهُ عَلَـيهِ وسلَّـمَ ، جاءَ بـالبَـيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ، فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَـيُقالُ لَهُ : صَدَقْتَ علـى هَذَا عِشْتَ وَعَلَـيْهِ مِتَّ ، وَعَلَـيْهِ تُبْعَثُ " . حدثنا مـجاهد بن موسى ، والـحسن بن مـحمد ، قالا : ثنا يزيد ، قال : أخبرنا مـحمد بن عمرو ، عن أبـي سلـمة ، عن أبـي هريرة ، قال : " إنَّ الـمَيِّتَ لَـيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنهُ مُدْبِرِين فإذَا كانَ مُؤْمِناً ، كانَتِ الصَّلاةُ عنْدَ رأسهِ والزَّكاةُ عَنْ يَـمِينـيهِ ، وكانَ الصّيامُ عَنْ يَسارِهِ ، وكانَ فعْلُ الـخَيْرَاتِ منَ الصَّدَقَةِ والصّلَةِ والـمَعْرُوفِ والإحْسانِ إلـى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَـيْهِ ، فَـيُؤْتَـى مِنْ عِنْدِ رأسِهِ ، فَتَقُولُ الصَّلاةُ : ما قِبَلِـي مَدْخَـلٌ فَـيُؤْتَـى عَنْ يَـمِينِهِ ، فَتَقُولُ الزَّكاةُ : ما قِبَلِـي مَدْخَـلٌ فَـيُؤْتَـى عَنْ يَسارِهِ ، فَـيَقُولُ الصّيامُ : ما قِبَلِـي مَدْخَـلٌ فَـيُؤْتَـى مِنْ عِنْدِ رِجْلَـيْهِ ، فَـيَقُولُ فِعْلُ الـخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ والصّلَةِ والـمَعْرُوفِ والإحْسانِ إلـى النَّاسِ : ما قِبَلِـي مَدْخَـلٌ فَـيُقالُ لَهُ : اجْلِسْ فَـيَجْلِسُ ، قَدْ مُثِّلِتْ لَهُ الشَّمْسُ قَدْ دَنَتْ للغروبِ ، فَـيُقالُ لَهُ : أخْبِرْنا عَما نَسْألُكَ فَـيَقُولُ : دَعُونِـي حتـى أُصلـيَ فَـيَقُولُ : إنَّكَ سَتَفْعَلُ فَأخْبِرْنا عمَّا نَسْألُكَ عَنْهُ . فَـيَقُولُ : وَعَمَّ تَسألُونَ ؟ فَـيُقالُ : أرأيْتَ هذَا الرَّجُلَ الَّذِي كانَ فِـيكُمْ ؟ ماذَا تَقُولُ فِـيهِ وَماذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَـيْهِ ؟ فَـيَقُولُ : أمـحَمَّدٌ ؟ فَـيُقالُ لَهُ : نَعَمْ . فَـيَقُولُ : أشْهَدُ أنَّهُ رَسُولُ اللّهِ ، وأنَّهُ جاءَ بـالبَـيِّناتِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ، فَصَدَّقْناهُ فَـيُقالُ لَهُ : علـى ذلكَ حَيِـيتَ وَعلـى ذلك مِتَّ وَعلـى ذلكَ تُبْعَثُ إنْ شاءَ اللّهُ . ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِـي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعا ، وَيُنَّوَّرُ لَهُ فِـيهِ ، ثُمَّ يُفْتَـحُ لَهُ بـابٌ إلـى الـجَنَّةِ ، فَـيُقالُ لَهُ : انْظُرْ إلَـى ما أعَدَّ اللّهُ لَكَ فِـيها فَـيزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا . ثُمَّ يُفْتَـحُ لَهُ بـابٌ إلـى النَّارِ ، فَـيُقالُ لَهُ : انْظُرْ ما صَرَفَ اللّهُ عَنْكَ لَوْ عَصَيْتَهُ فَـيزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُوراً . ثُمَّ يَجْعَلُ نَسَمُهُ فِـي النَّسَمِ الطَّيِّبِ ، وَهِيَ طَيْرٌ خُضْرٌ تُعَلَّقُ بِشَجَرِ الـجَنَّةِ ويُعادُ جَسَدُهُ إلـى ما بُدِىءَ مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ ، وَذلك قَوْلُ اللّهُ تَعالـى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثابِتِ في الـحَياةِ الدُّنْـيا وفِـي الآخِرَةِ } " . حدثنا الـحسن بن مـحمد ، قال : ثنا أبو قطن ، قال : ثنا الـمسعودي ، عن عبد الله بن مخارق ، عن أبـيه عن عبد الله ، قال : إن الـمؤمن إذا مات أجلس فـي قبره ، فـيقال له : من ربك ، وما دينك ، ومن نبـيك ؟ فـيثبته الله ، فـيقول : ربـي الله ، ودينـي الإسلام ، ونبـي مـحمد . قال : فقرأ عبد الله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فـي الـحَياةِ الدُّنْـيا وفِـي الآخِرَةِ } . حدثنا الـحسن ، قال : ثنا أبو خالد القرشي ، عن سفـيان ، عن أبـيه وحدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفـيان ، عن أبـيه ، عن خيثمة ، عن البراء ، فـي قوله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا } قال : عذاب القبر . حدثنا الـحسن ، قال : ثنا عفـان ، قال : ثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبـيدة ، عن البراء ، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، فـي قول الله تعالـى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثابتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنـيا وفِـي الآخِرَةِ } قال شعبة : شيئاً لـم أحفظه ، قال : " فـي القَبْرِ " حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ } … إلـى قوله : { وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِـمِينَ } قال : إن الـمؤمن إذا حضره الـموت شهدته الـملائكة فسلـموا علـيه وبشَّروه بـالـجنة ، فإذا مات مشوا فـي جنازته ، ثم صَلَّوا علـيه مع الناس ، فإذا دفن فـي قبره ، فـيقال له : من ربك ؟ فـيقول : ربـي الله ، ويقال له : من رسولك ؟ فـيقول مـحمد ، فـيقال له : ما شهادتك ؟ فـيقول : أشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأن مـحمداً رسول الله . فـيوسع له فـي قبره مدّ بصره . حدثنا الـحسن ، قال : ثنا حجاج ، قال : قال ابن جريج ، سمعت ابن طاوس يخبر عن أبـيه ، قال : لا أعلـمه إلاَّ قال : هي فـي فتنة القبر فـي قوله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير عن العلاء بن الـمسيب ، عن أبـيه ، أنه كان يقول فـي هذه الآية : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا وفِـي الآخِرَةِ } : هي فـي صاحب القبر . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيـم ، عن العوّام ، عن الـمسيب بن رافع : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا وفِـي الآخِرَةِ } قال : نزلت فـي صاحب القبر . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا عبـاد بن العوّام ، عن العلاء بن الـمسيب ، عن أبـيه الـمسيب بن رافع نـحوه . حدثنـي الـمثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الرحمن بن سعد ، قال : أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن الربـيع ، فـي قول الله تعالـى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا وفِـي الآخِرَةِ } قال : بلغنا أن هذه الأمة تُسْأل فـي قبورها ، فـيثبِّت الله الـمؤمن فـي قبره حين يُسْأل . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو ربـيعة فهد ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن الـمنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر قبض روح الـمؤمن ، قال : " فَترْجِعُ رُوحُهُ فِـي جَسَدِهِ ، وَيَبْعَثُ اللّهُ إلَـيْهِ مَلَكَيْنِ شَدِيدَيِ الاِنْتِهارِ ، فَـيُجْلِسانِهِ وَيَنْتَهِرَانِهِ ، يَقُولانِ : مَنْ رَبُّكَ ؟ قال : فَـيَقُولُ : اللّهُ ، وَما دِينُكَ ؟ قال : الإسْلامُ ، قال : فَـيَقُولانِ لَهُ : ما هذَا الرَّجُلُ أوِ النَّبِـيُّ الَّذِي بُعِثَ فِـيكُمْ ؟ فَـيَقُولُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ ، قالَ : فَـيَقُولانِ لَهُ : وَما يُدْرِيكَ ؟ قال : فَـيَقُولُ : قَرأتُ كتابَ اللّهِ فآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ ، فَذلكَ قَوْلُ اللّهِ { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا وفِـي الآخِرَةِ } " . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الحَياةِ الدُّنْـيا وفِـي الآخِرَةِ } قال : نزلت فـي الـميت الذي يُسأل فـي قبره عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : فـي قول الله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا وفِـي الآخِرَةِ } قال : بلغنا أن هذه الأمة تُسأل فـي قبورها ، فـيثبت الله الـمؤمن حيث يُسأل . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا شريك ، عن إبراهيـم بن مهاجر ، عن مـجاهد : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا } قال : هذا فـي القبر مخاطبته { وفِـي الآخِرَةِ } مثل ذلك . وقال آخرون : معنى ذلك : يثبت الله الذين آمنوا بـالإيـمان فـي الـحياة الدنـيا ، وهو القول الثابت ، وفـي الآخرة : الـمسألة فـي القبر . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبـيه : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا } قال : لا إله إلاَّ الله . { وفِـي الآخِرةِ } الـمسألة فـي القبر . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بـالقَوْلِ الثَّابِتِ فِـي الـحَياةِ الدُّنْـيا } أما الـحياة الدنـيا ، فـيثبتهم بـالـخير والعمل الصالـح . وقوله : { فِـي الآخِرَةِ } أي فـي القبر . والصواب من القول فـي ذلك ما ثبت به الـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي ذلك ، وهو أن معناه : يثبت الله الذين آمنوا بـالقول الثابت فـي الـحياة الدنـيا ، وذلك تثبـيته إياهم فـي الـحياة الدنـيا بـالإيـمان بـالله وبرسوله مـحمد صلى الله عليه وسلم ، وفـي الآخرة بـمثل الذِي ثبتهم به فـي الـحياة الدنـيا ، وذلك فـي قبورهم حين يُسألون عن الذي هم علـيه من التوحيد والإيـمان برسوله صلى الله عليه وسلم . وأما قوله : { وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِـمِينَ } فإنه يعنـي أن الله لا يوفق الـمنافق والكافر فـي الـحياة الدنـيا وفـي الآخرة عند الـمسألة فـي القبر لـما هدي له من الإيـمان الـمؤمن بـالله ورسوله صلى الله عليه وسلم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قال : أما الكافر فتنزل الـملائكة إذا حضره الـموت ، فـيبسطون أيديهم والبسط : هو الضرب يضربون وجوههم وأدبـارهم عند الـموت . فإذا أدخـل قبره أقعد ، فقـيـل له : من ربك ؟ فلـم يرجع إلـيهم شيئاً ، وأنساه الله ذكر ذلك ، وإذا قـيـل له : من الرسول الذي بعث إلـيك ؟ لـم يهتد له ولـم يرجع إلـيه شيئاً . يقول : { وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِـمِينَ } . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا فهد بن عوف أبو ربـيعة ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن الـمنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر الكافر حين تُقبض روحه ، قال : " فَتُعادُ رُوحُهُ فِـي جَسَدِهِ " قالَ : " فَـيَأْتِـيهِ مَلَكانِ شَدِيدَا الاِنْتِهارِ ، فَـيُجْلِسانِهِ فَـيَنْتَهِرَانِهِ ، فَـيَقُولانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَـيَقُولُ : لا أدْرِي ، قالَ : فـيَقُولانِ لَهُ : ما دينك ؟ فـيقول : لا أدري ، قال : فـيقال له : ما هذَا النَّبِـيُّ الَّذِي بُعِثَ فِـيكُمْ ؟ قال : فَـيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ ذلكَ ، لا أدْرِي ، قال : فَـيَقُولانِ : لا دَرَيْتَ قالَ : وذلكَ قولُ اللّهِ { وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِـمِينَ ، وَيَفْعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ } " وقوله : { وَيَفْعَلُ الله ما يَشاءُ } يعنـي تعالـى ذكره بذلك : وبـيد الله الهداية والإضلال ، فلا تنكروا أيها الناس قُدرته ولا اهتداء من كان منكم ضالاًّ ولا ضَلاَل من كان منكم مهتدياً ، فإن بـيده تصريف خـلقه وتقلـيب قلوبهم ، يفعل فـيها ما يشاء .