Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 52-52)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : هذا القرآن بلاغ للناس ، أبلغ الله به إلـيهم فـي الـحجة علـيهم ، وأعذر إلـيهم بـما أنزل فـيه من مواعظه وعبره . { وَلِـيُنْذَرُوا بِهِ } يقول : ولـينذروا عقاب الله ، ويحذروا به نقماته ، أنزله إلـى نبـيه صلى الله عليه وسلم . { وَلِـيَعْلَـمُوا أنَّـمَا هُوَ إلهٌ وَاحِدٌ } يقول : ولـيعلـموا بـما احتـجّ به علـيهم من الـحجج فـيه أنـما هو إله واحد ، لا آلهة شتـى ، كما يقوله الـمشركون بـالله ، وأن لا إله إلاَّ هو الذي له ما فـي السموات وما فـي الأرض ، الذي سخر لهم الشمس والقمر واللـيـل والنهار وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لهم ، وسخر لهم الفُلك لتـجري فـي البحر بأمره وسخر لهم الأنهار . { وَلِـيَذَّكَّرَ أُولُوا الألْبـابِ } يقول : ولـيتذكر فـيتعظ بـما احتـجّ الله به علـيه من حججه التـي فـي هذا القرآن ، فـينزجر عن أن يجعل معه إلهاً غيره ، ويُشْرِك فـي عبـادته شيئاً سواه أهلُ الـحجى والعقول ، فإنهم أهل الاعتبـار والادّكار ، دون الذين لا عقول لهم ولا أفهام ، فإنهم كالأنعام بل هم أضلّ سبـيلاً . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { هَذَا بَلاغٌ للنَّاسِ } قال : القرآن . { وَلِـيُنْذَرُوا بِهِ } : قال : بـالقرآن . { وَلِـيَعْلَـمُوا أنَّـمَا هُوَ إلهٌ واحدٌ وَلِـيَذَكَّرَ أُولُوا الألْبـابِ } .