Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 88-88)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : لا تتـمنـينّ يا مـحمد ما جعلنا من زينة هذه الدنـيا متاعاً للأغنـياء من قومك الذين لا يؤمنون بـالله والـيوم الآخر ، يتـمتعون فـيها ، فإن مِنْ ورائهم عذابـاً غلـيظاً . { وَلا تَـحْزَنْ عَلَـيْهِمْ } يقول : ولا تـحزن علـى ما مُتِّعوا به فعجِّل لهم ، فإن لك فـي الآخرة ما هو خير منه ، مع الذي قد عَجَّلنا لك فـي الدنـيا من الكرامة بإعطائنا السبع الـمثانـي والقرآن العظيـم يقال منه : مَدَّ فلانٌ عينه إلـى مال فلان : إذا اشتهاه وتـمناه وأراده . وذُكر عن ابن عيـينة أنه كان يتأوّل هذه الآية قولَ النبـيّ صلى الله عليه وسلم : " لَـيْسَ مِنَّا مَنْ لَـمْ يَتَغَنَّ بـالقُرآنِ " أي من لـم يستغن به ، ويقول : ألا تَرَاهُ يَقُولُ : { وَلَقَدْ آتَـيْناكَ سَبْعاً مِنَ الـمَثانِـي والقُرآنَ العَظِيـمَ لا تَـمُدَّنَّ عَيْنَـيْكَ إلـى ما مَتَّعْنا بِهِ أزْوَاجاً مِنْهُمْ } ؟ فأمره بـالاستغناء بـالقرآن عن الـمال . قال : ومنه قول الآخر : من أوتـي القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مـما أعطي فقد عظَّم صغيراً وصغَّر عظيماً . وبنـحو الذي قلنا فـي قوله : { أزْوَاجاً } قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال ثنا ورقاء وحدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { لا تَـمُدَّنَّ عَيْنَـيْكَ إلـى ما مَتَّعْنا بِهِ أزْوَاجاً مِنْهُمْ } : الأغنـياء ، الأمثال ، الأشبـاه . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس قوله : { لا تَـمُدَّنَّ عَيْنَـيْكَ إلـى ما مَتَّعْنا بِهِ أزْوَاجا مِنْهُمْ } قال : نُهِيَ الرجل أن يتـمنى مال صاحبه . وقوله : { وَاخْفِضْ جَناحَكَ للْـمُؤْمِنِـينَ } يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : وألِن لـمن أمن بك واتبعك واتبع كلامك ، وقرِّبهم منك ، ولا تَـجْفُ بهم ، ولا تَغْلُظ علـيهم . يأمره تعالـى ذكره بـالرفق بـالـمؤمنـين . والـجناحان من بنـي آدم : جنبـاه ، والـجناحان : الناحيتان ، ومنه قول الله تعالـى ذكره : { وَاضْمُـمْ يَدَكَ إلـى جنَاحِكَ } قـيـل : معناه : إلـى ناحيتك وجنبك .