Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 111-111)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : إن ربك من بعدها لغفور رحيـم { يَوْمَ تَأْتِـي كُلُّ نَفْسٍ } تـخاصم عن نفسها ، وتـحتـجّ عنها بـما أسلفت فـي الدنـيا من خير أو شرّ أو إيـمان أو كفر . { وَتُوَفَّـى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ } فـي الدنـيا من طاعة ومعصية . { وَهُمْ لا يُظْلَـمُونَ } : يقول : وهم لا يفعل بهم إلا ما يستـحقونه ويستوجبونه بـما قدّموه من خير أو شرّ ، فلا يجزي الـمـحسن إلا بـالإحسان ولا الـمسيء إلا بـالذي أسلف من الإساءة ، لا يعاقب مـحسن ولا يبخس جزاء إحسانه ، ولا يثاب مسيء إلا ثواب عمله . واختلف أهل العربـية فـي السبب الذي من أجله قـيـل « تـجادل » فأنَّث الكلّ ، فقال بعض نـحوِّيـي البصرة : قـيـل ذلك لأن معنى كلّ نفس : كل إنسان ، وأنث لأن النفس تذكر وتؤنث ، يقال : ما جاءنـي نفس واحد وواحدة . وكان بعض أهل العربـية يرى هذا القول من قائله غلطاً ويقول : « كلّ » إذا أضيفت إلـى نكرة واحدة خرج الفعل علـى قدر النكرة : كلّ امرأة قائمة ، وكلّ رجل قائم ، وكل امرأتـين قائمتان ، وكلّ رجلـين قائمان ، وكل نساء قائمات ، وكل رجال قائمون ، فـيخرج علـى عدد النكرة وتأنـيثها وتذكيرها ، ولا حاجة به إلـى تأنـيث النفس وتذكيرها .