Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 27-27)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : فعل الله بهؤلاء الذين مكروا الذين وصف الله جلّ ثناؤه أمرهم ما فعل بهم فـي الدنـيا من تعجيـل العذاب لهم والانتقام بكفرهم وجحودهم وحدانـيته ، ثم هو مع ذلك يوم القـيامة مخزيهم فمذلهم بعذاب ألـيـم وقائل لهم عند ورودهم علـيه : { أيْنَ شُرَكائيَ الَّذِينَ كُنْتُـمْ تُشاقُّونَ فِـيهم } ؟ أصله : من شاققت فلاناً فهو يشاقُّنـي ، وذلك إذا فعل كلّ واحد منهما بصاحبه ما يشقّ علـيه . يقول تعالـى ذكره يوم القـيامة تقريعاً للـمشركين بعبـادتهم الأصنام : أين شركائي ؟ يقول : أين الذين كنتـم تزعمون فـي الدنـيا أنهم شركائي الـيوم ؟ ما لهم لا يحضرونكم فـيدفعوا عنكم ما أنا مـحلّ بكم من العذاب ، فقد كنتـم تعبدونهم فـي الدنـيا وتتولونهم والولـيّ ينصر ولـيه ؟ وكانت مشاقتهم الله فـي أوثانهم مخالفتهم إياه فـي عبـادتهم ، كما : حدثني الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـي ، عن ابن عبـاس ، قوله : { أيْنَ شُرَكائيَ الَّذِينَ كُنْتُـمْ تُشاقُّونَ فِـيهم } يقول : تـخالفونـي . وقوله : { قالَ الَّذِينَ أُتُوا العلْـمَ إنَّ الـخِزْي الـيَوْمَ والسُّوءَ علـى الكافرِينَ } يعنـي : الذلة والهوان ، { والسُّوءَ } يعنـي : عذاب الله علـى الكافرين .