Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 38-38)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وحلف هؤلاء الـمشركون من قريش بـالله جَهْد أيْـمانِهِمْ حلفهم ، لا يبعث الله من يـموت بعد مـماته ، وكذبوا وأبطلوا فـي أيـمانهم التـي حلفوا بها كذلك ، بل سيبعثه الله بعد مـماته ، وعداً علـيه أن يبعثهم وعد عبـاده ، والله لا يخـلف الـميعاد . { ولَكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَـمُونَ } يقول : ولكن أكثر قريش لا يعلـمون وعد الله عبـاده أنه بـاعثهم يوم القـيامة بعد مـماتهم أحياء . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأقْسَمُوا بـاللّهِ جَهْدَ أيـمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَـمُوتُ } تكذيبـاً بأمر الله أو بأمرنا ، فإن الناس صاروا فـي البعث فريقـين : مكذّب ومصدّق . ذُكر لنا أن رجلاً قال لابن عبـاس : إن ناساً بهذا العراق يزعمون أن علـيًّا مبعوث قبل يوم القـيامة ، ويتأوّلون هذه الآية فقال ابن عبـاس : كذب أولئك ، إنـما هذه الآية للناس عامَّة ، ولعمري لو كان علـيّ مبعوثاً قبل يوم القـيامة ما أنكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قال ابن عبـاس : إن رجالاً يقولون : إن علـيًّا مبعوث قبل يوم القـيامة ، ويتأوّلون : { وأقْسَمُوا بـاللّهِ جَهْدَ أيـمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَـمُوتُ بَلـى وَعْداً عَلَـيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَـمُونَ } قال : لو كنا نعلـم أن علـيًّا مبعوث ، ما تزوّجنا نساءه ولا قسمنا ميراثه ، ولكن هذه للناس عامة . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، فـي قوله : { وأقْسَمُوا بـاللّهِ جَهْدَ أيـمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَـمُوتُ } قال : حلف رجل من أصحاب النبـيّ صلى الله عليه وسلم عند رجل من الـمكذّبـين ، فقال : والذي يرسل الروح من بعد الـموت فقال : وإنك لتزعم أنك مبعوث من بعد الـموت ؟ وأقسم بـالله جهد يـمينه لا يبعث الله من يـموت . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي جعفر ، عن الربـيع ، عن أبـي العالـية ، قال : كان لرجل من الـمسلـمين علـى رجل من الـمشركين دين ، فأتاه يتقاضاه ، فكان فـيـما تكلـم به : والذي أرجوه بعد الـموت إنه لكذا فقال الـمشرك : إنك تزعم أنك تُبعث بعد الـموت ؟ فأقسم بـالله جهد يـمينه لا يبعث الله من يـموت فأنزل الله : { وأقْسَمُوا بـاللّهِ جَهْدَ أيـمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَـمُوتُ بَلـى وَعْداً عَلَـيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَـمُونَ } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن عطاء بن أبـي ربـاح أنه أخبره أنه سمع أبـا هريرة يقول : « قال الله : سبنـي ابن آدم ، ولـم يكن ينبغي له أن يسبنـي ، وكذّبنـي ولـم يكن ينبغي له أن يكذّبنـي فأما تكذيبه إياي فقال : { وأقْسَمُوا بـاللّهِ جَهْدَ أيـمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَـمُوتُ } قال : قلت : { بَلـى وَعْدا عَلَـيْهِ حَقًّا } . وأما سَبُّه إياي فقال : { إنَّ اللّهَ ثالثُ ثَلاثَةٍ } ، وقلت :