Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 111-111)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : { وَقُلْ } يا مـحمد { الـحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَـمْ يَتَّـخذْ وَلَداً } فـيكون مربوبـاً لاربـاً ، لأن ربّ الأربـاب لا ينبغي أن يكون له ولد { ولَـمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِـي الـمُلْكِ } فـيكون عاجزا ذا حاجة إلـى معونة غيره ضعيفـاً ، ولا يكون إلهاً من يكون مـحتاجاً إلـى معين علـى ما حاول ، ولـم يكن منفرداً بالمُلك والسلطان { وَلـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيّ مِنَ الذُلّ } يقول : ولـم يكن له حلـيف حالفه من الذلّ الذي به ، لأن من كان ذا حاجة إلـى نصرة غيره ، فذلـيـل مهين ، ولا يكون من كان ذلـيلاً مهيناً يحتاج إلـى ناصر إلها يطاع { وكِّبرْهُ تَكْبـيراً } يقول : وعظم ربك يا مـحمد بـما أمرناك أن تعظمه به من قول وفعل ، وأطعه فـيـما أمرك ونهاك . وبنـحو الذي قلنا فـي قوله : { وَلـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيّ مِنَ الذُّلّ } قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { ولَـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيٌّ مِنَ الذُّلَ } قال : لـم يحالف أحداً ، ولا يبتغي نصر أحد . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : ذُكر لنا أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يعلِّـم أهله هذه الآية { الـحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَـمْ يَتَّـخِذْ وَلَداً وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِـي الـمُلْكِ وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيٌّ مِنَ الذُّلّ وكِّبرْهُ تَكْبِـيراً } الصغير من أهله والكبـير . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا أبو الـجنـيد ، عن جعفر ، عن سعيد ، عن ابن عبـاس ، قال : إن التوراة كلها فـي خمس عشرة آية من بنـي إسرائيـل ، ثم تلا { لا تَـجْعَلْ مَعَ اللّهِ إلهاً آخَر } حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنـي أبو صخر ، عن القُرَظي ، أنه كان يقول فـي هذه الآية : { الـحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَـمْ يَتَّـخِذْ وَلَداً … } الآية . قال : إن الـيهود والنصارى قالوا : اتـخذ الله ولداً . وقالت العرب : لبـيك ، لبـيك ، لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك . وقال الصابئون والـمـجوس : لولا أولـياء الله لذلّ الله ، فأنزل الله : { وَقُلِ الـحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَـمْ يَتَّـخِذْ وَلَدا وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِـي الـمُلْكِ وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ وَلِـيّ مِنَ الذُّلّ وكبِّرْهُ } أنت يا مـحمد علـى ما يقولون { تَكْبِـيراً } . آخر تفسير سورة بنـي إسرائيـل ، والـحمد لله ربّ العالـمين .