Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 30-30)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : إن ربك يا مـحمد يبسط رزقه لـمن يشاء من عبـاده ، فـيوسع علـيه ، ويقدر علـى من يشاء ، يقول : ويُقَتِّر علـى من يشاء منهم ، فـيضيِّق علـيه { إنَّهُ كَانَ بِعِبَـادِهِ خَبِـيراً } : يقول : إن ربك ذو خبرة بعبـاده ، ومن الذي تصلـحه السعة فـي الرزق وتفسده ومن الذي يصلـحه الإقتار والضيق ويهلكه . { بصيراً } : يقول : هو ذو بصر بتدبـيرهم وسياستهم ، يقول : فـانته يا مـحمد إلـى أمرنا فـيـما أمرناك ونهيناك من بسط يدك فـيـما تبسطها فـيه ، وفـيـمن تبسطها له ، ومِن كفها عمن تكفها عنه ، وتكفها فـيه ، فنـحن أعلـم بـمصالـح العبـاد منك ، ومن جميع الـخـلق وأبصر بتدبـيرهم ، كالذي : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، ثم أخبرنا تبـارك وتعالـى كيف يصنع ، فقال : { إنَّ رَبَّكَ يَبْسُط الرِّزْقَ لِـمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ } قال : يقدر : يقلّ ، وكل شيء فـي القرآن يَقْدِر كذلك ثم أخبر عبـاده أنه لا يرزَؤُه ولا يؤوده أن لو بسط علـيهم ، ولكن نظراً لهم منه ، فقال : { وَلَوْ بَسَطَ اللّهُ الرِّزْقَ لِعِبـادِهِ لَبَغَوْا فِـي الأرْضِ وَلكِنْ يُنَزّلُ بقَدَرٍ ما يَشاءُ إنَّهُ بِعبـادِهِ خَبِـيراً بَصِيراً } قال : والعرب إذا كان الـخصب وبُسِط علـيهم أَشِروا ، وقتل بعضهم بعضا ، وجاء الفساد ، فإذا كان السنة شُغِلوا عن ذلك .