Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 34-34)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وقضى أيضا أن لا تقربوا مال الـيتـيـم بأكل ، إسرافـاً وبداراً أن يَكْبَروا ، ولكن اقرَبوه بـالفَعْلَة التـي هي أحسن ، والـخَـلَّة التـي هي أجمل ، وذلك أن تتصرّفوا فـيه له بـالتثمير والإصلاح والـحيطة . وكان قتادة يقول فـي ذلك ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلا تَقْرَبُوا مالَ الـيَتِـيـمِ إلاَّ بـالَّتِـي هِيَ أحْسَنُ } لـما نزلت هذه الآية ، اشتدّ ذلك علـى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا لا يخالطونهم فـي طعام أو أكل ولا غيره ، فأنزل الله تبـارك وتعالـى { وَإن تُـخالِطُوهُمْ فإخْوانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَـمُ الـمُفْسِدَ مِنَ الـمُصْلِـحِ } فكانت هذه لهم فـيها رُخْصة . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَلا تَقَرْبُوا مالَ الـيَتِـيـمِ إلاَّ بـالَّتِـي هِيَ أحْسَنُ } قال : كانوا لا يخالطونهم فـي مال ولا مأكل ولا مركب ، حتـى نزلت { وإنْ تُـخالِطُوهُمْ فإخْوَانُكُمْ } وقال ابن زيد فـي ذلك ما : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَلاَ تَقْرَبُوا مالَ الـيتِـيـمِ إلاَّ بـالَّتِـي هِيَ أحْسَنُ } قال : الأكل بـالـمعروف ، أن تأكل معه إذا احتـجت إلـيه ، كان أُبـيّ يقول ذلك . وقوله : { حتـى يَبْلُغَ أشُدَّهُ } يقول : حتـى يبلغ وقت اشتداده فـي العقل ، وتدبـير ماله ، وصلاح حاله فـي دينه { وأوْفُوا بـالعَهْدِ } يقول : وأوفوا بـالعقد الذي تعاقدون الناس فـي الصلـح بـين أهل الـحرب والإسلام ، وفـيـما بـينكم أيضاً ، والبـيوع والأشربة والإجارات ، وغير ذلك من العقود { إنَّ العَهْدَ كانَ مَسْئُولاً } يقول : إن الله جلّ ثناؤه سائل ناقض العهد عن نقضه إياه ، يقول : فلا تنقصوا العهود الـجائزة بـينكم ، وبـين من عاهدتـموه أيها الناس فتـخفروه ، وتغدروا بـمن أعطيتـموه ذلك . وإنـما عنى بذلك أن العهد كان مطلوبـاً يقال فـي الكلام : لـيسئلنّ فلان عهد فلان .