Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 71-71)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلفت أهل التأويـل فـي معنى الإمام الذي ذكر الله جلّ ثناؤه أنه يدعو كلّ أناس به ، فقال بعضهم : هو نبـيه ، ومن كان يقتدي به فـي الدنـيا ويأتـمّ به . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يحيى بن طلـحة الـيربوعي ، قال : ثنا فضيـل ، عن لـيث ، عن مـجاهد { يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ } قال : نبـيهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن مـحمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبـي بزّة ، عن مـجاهد { يَوْمَ نَدْعُوا كُلّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ } قال : نبـيهم . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { بِإمامِهِمْ } قال : نبـيهم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد مثله . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { كُلّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ } قال : نبـيهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، مثله . وقال آخرون : بل معنى ذلك أنه يدعوهم بكتب أعمالهم التـي عملوها فـي الدنـيا . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ } قال : الإمام : ما عمل وأملـى ، فكتب علـيه ، فمن بعث متقـيا لله جعل كتابه بـيـمينه ، فقرأه واستبشر ، ولـم يظلـم فتـيلاً ، وهو مثل قوله : { وإنَّهُما لَبِإمامٍ مُبِـين } والإمام : ما أملـى وعمل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الـحسن { يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُناسِ بإمامِهِمْ } قال : بأعمالهم . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قال الـحسن : بكتابهم الذي فـيه أعمالهم . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : ثنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ } يقول : بكتابهم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي جعفر ، عن الربـيع ، عن أبـي العالـية ، قال : بأعمالهم . وقال آخرون : بل معناه : يوم ندعو كلّ أناس بكتابهم الذي أنزلت علـيهم فـيه أمري ونهيـي . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : سمعت يحيى بن زيد فـي قول الله عزّ وجلّ { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُناسٍ بإمامهِمْ } قال : بكتابهم الذي أنزل علـيهم فـيه أمر الله ونهيه وفرائضه ، والذي علـيه يحاسبون ، وقرأ : { لِكُلٍّ جَعَلنا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } قال : الشرعة : الدين ، والـمنهاج : السنة ، وقرأ : { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً } قال : فنوح أوّلهم ، وأنت آخرهم . حدثنـي الـحرث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُناسٍ بإمامِهِمْ } بكتابهم . وأولـى هذه الأقوال عندنا بـالصواب ، قول من قال : معنى ذلك : يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم الذي كانوا يقتدون به ، ويأتـمُّون به فـي الدنـيا ، لأن الأغلب من استعمال العرب الإمام فـيـما ائتـمّ واقتدي به ، وتوجيه معانـي كلام الله إلـى الأَشهر أَوْلـى ما لـم تثبت حجة بخلافه يجب التسلـيـم لها . وقوله : { فَمَنْ أُوتِـيَ كِتابَهُ بِـيَـمِينَهِ } يقول : فمن أعطي كتاب عمله بـيـمينه { فَأُولَئِكَ يَقَرَءُونَ كِتابَهُمْ } ذلك حتـى يعرفوا جميع ما فـيه { وَلا يُظلَـمُونَ فَتِـيلاً } يقول تعالـى ذكره : ولا يظلـمهم الله من جزاء أعمالهم فتـيلاً ، وهو الـمنفتل الذي فـي شقّ بطن النواة . وقد مضى البـيان عن الفَتـيـل بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، قوله { وَلا يُظلَـمُونَ فَتِـيلاً } قال : الذي فـي شقّ النواة .