Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 83-83)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تبارك وتعالـى : وإذا أنعمنا علـى الإنسان ، فنـجَّيناه من رب ما هو فـيه فـي البحر ، وهو ما قد أشرف فـيه علـيه من الهلاك بعصوف الريح علـيه إلـى البرّ ، وغير ذلك من نعمنا ، أعرض عن ذكرنا ، وقد كان بنا مستغيثاً دون كلّ أحد سوانا فـي حال الشدّة التـي كان فـيها { وَنأَي بِجانِبِهِ } يقول : وبعد منا بجانبه ، يعنـي بنفسه ، كَأَنْ لَـمْ يَدْعُنَا إِلَـيَ ضُرَ مَسَّهُ قبل ذلك ، كما : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن مـجاهد ، فـي قوله : { وَنأَي بِجانِبِهِ } قال : تبـاعد منا . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . والقراءة علـى تصيـير الهمزة فـي نَأَى قبل الألف ، وهي اللغة الفصيحة ، وبها نقرأ . وكان بعض أهل الـمدينة يقرأ ذلك « وَناء » فـيصير الهمزة بعد الألف ، وذلك وإن كان لغة جائزة قد جاءت عن العرب بتقديـمهم فـي نظائر ذلك الهمز فـي موضع هو فـيه مؤخرّ ، وتأخيرهموه فـي موضع ، هو مقدّم ، كما قال الشاعر : @ أعلامٌ يِقَلِّلُ رَاءَ رُؤْيا فَهْوَ يَهْذِي بِـما رأى فِـي الـمَنامِ @@ وكما قال آبـار وهي أبآر ، فقدموا الهمزة ، فلـيس ذلك هو اللغة الـجُودَي ، بل الأخرى هي الفصيحة . وقوله عزّ وجل : { وَإذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَئُوساً } يقول : وإذا مسه الشرّ والشدّة كان قنوطا من الفرج والرَّوْح . وبنـحو الذي قلنا فـي الـيئوس ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا علـيّ بن داود ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَإذَا مَسَّهُ الشَّرُ كانَ يَئُوساً } يقول : قَنُطا . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَئُوساً } يقول : إذا مسه الشرّ أَيِس وقَنِط .