Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 9-10)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : إن هذا القرآن الذي أنزلناه علـى نبـينا مـحمد صلى الله عليه وسلم يرشد ويسدّد من اهتدى به { للَّتِـي هِيَ أقْوَمُ } يقول : للسبـيـل التـي هي أقوم من غيرها من السبل ، وذلك دين الله الذي بعث به أنبـياءه وهو الإسلام . يقول جلّ ثناؤه : فهذا القرآن يهدي عبـاد الله الـمهتدين به إلـى قصد السبـيـل التـي ضلّ عنها سائر أهل الـملل الـمكذّبـين به ، كما : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { إنَّ هَذَا القُرآنَ يَهْدِي للَّتِـي هِيَ أقْوَمُ } قال : للتـي هي أصوب : هو الصواب وهو الـحقّ قال : والـمخالف هو البـاطل . وقرأ قول الله تعالـى : { فِـيها كُتُبٌ قَـيِّـمَةٌ } قال : فـيها الـحقّ لـيس فـيها عوج . وقرأ { ولَـمْ نَـجْعَلْ لَهُ عِوْجاً قَـيِّـماً } يقول : قـيـماً مستقـيـماً . وقوله : { وَيُبَشِّرُ الـمُؤْمِنِـينَ } يقول : ويبشر أيضاً مع هدايته من اهتدى به للسبـيـل الأقصد الذين يؤمنون بـالله ورسوله ، ويعملون فـي دنـياهم بـما أمرهم الله به ، وينتهون عما نهاهم عنه بأن { لهُمْ أجْراً } من الله علـى إيـمانهم وعملهم الصالـحات { كَبِـيرا } يعنـي ثوابـاً عظيـماً ، وجزاء جزيلاً ، وذلك هو الـجنة التـي أعدّها الله تعالـى لـمن رضي عمله ، كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج أنَّ { لَهُمْ أجْراً كَبِـيراً } قال : الـجنة ، وكلّ شيء فـي القرآن أجر كبـير ، أجر كريـم ، ورزق كريـم فهو الـجنة ، وأن فـي قوله : { أنَّ لَهُمْ أجْراً كَبِـيراً } نصب بوقوع الشارة عيها ، وأن الثانية معطوفة عليها . { وأنَّ الذينَ لا يُؤمنون بالآخرة } يقول تعالى لله ذكره : وأن الذين لا يُصدقون بالمعاد إلى الله ، ولا يقرّون بالثواب والعقاب في الدنيا ، فهم لذلك لا يتحاشون من ركوب معاصي اللع { أعتدنا لهم } يقول : أعددنا لهم ، لقدومهم علـى ربهم يوم القـيامة { عَذَابـاً ألِـيـماً } يعنـي موجعاً ، وذلك عذاب جهنـم .