Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 39-39)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول عزّ ذكره : وهلا إذ دخـلت بستانك ، فأعجبك ما رأيت منه ، قلت ما شاء الله كان وفـي الكلام مـحذوف استغنـي بدلالة ما ظهر علـيه منه ، وهو جواب الـجزاء ، وذلك كان . وإذا وجه الكلام إلـى هذا الـمعنى الذي قلنا كانت « ما » نصبـاً بوقوع فعل الله علـيه ، وهو شاء وجاز طرح الـجواب ، لأن معنى الكلام معروف ، كما قـيـل : فإن استطعت أن تبتغي نفقاً فـي الأرض ، وترك الـجواب ، إذ كان مفهوماً معناه . وكان بعض أهل العربـية يقول « ما » من قوله : { ما شاءَ اللّهُ } فـي موضع رفع بإضمار هو ، كأنه قـيـل : قلت هو ما شاء الله { لا قُوَّةَ إلاَّ بـاللّهِ } يقول : لا قوّة علـى ما نـحاول من طاعته إلا به . وقوله : { إنْ تَرَنِ أنا أقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً } وهو قول الـمؤمن الذي لا مال له ، ولا عشيرة ، مثل صاحب الـجنتـين وعشيرته ، وهو مثل سَلْـمان وصُهَيب وَخبـاب ، يقول : قال الـمؤمن للكافر : إن ترن أيها الرجل أنا أقلّ منك مالاً وولداً فإذا جعلت أنا عماداً نصبت أقل ، وبه القراءة عندنا ، لأن علـيه قراءة الأمصار ، وإذا جعلته اسماً رفعت أقل .