Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 57-57)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول عزّ ذكره : وأيّ الناس أوضع للإعراض والصدّ فـي غير موضعهما مـمن ذكره بآياته وحججه ، فدله بها علـى سبـيـل الرشاد ، وهداه بها إلـى طريق النـجاة ، فأعرض عن آياته وأدلته التـي فـي استدلاله بها الوصول إلـى الـخلاص من الهلاك { وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَدَاهُ } يقول : ونسي ما أسلف من الذنوب الـمهلكة فلـم يتب ، ولـم ينب كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَدَاهُ } : أي نسي ما سلف من الذنوب . وقوله : { إنِّا جَعَلْنا علـى قُلوبِهِمْ أكِنَّةَ أنْ يَفْقَهُوهُ وفِـي آذانِهِمْ وَقْراً } يقول تعالـى ذكره : إنا جعلنا علـى قلوب هؤلاء الذين يعرضون عن آيات الله إذا ذكروا بها أغطية لئلا يفقهوه ، لأن الـمعنى أن يفقهوا ما ذكروا به . وقوله : { وفِـي آذانِهِمْ وَقْراً } يقول : فـي آذانهم ثقلاً لئلا يسمعوه { وَإنْ تَدْعُهُمْ إلـى الهُدَى } يقول عزّ ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : وَإنْ تَدْعُ يا مُـحَمَّد هؤلاء الـمعرضين عن آيات الله عند التذكير بها إلـى الاستقامة علـى مـحجة الـحقّ والإيـمان بـالله ، وما جئتهم به من عند ربك { فَلَنْ يَهْتَدُوا إذًا أبَدًا } يقول : فلن يستقـيـموا إذا أبداً علـى الـحقّ ، ولن يؤمنوا بـما دعوتهم إلـيه ، لأن الله قد طبع علـى قلوبهم ، وسمعهم وأبصارهم .