Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 56-56)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول عزّ ذكره : وما نرسل إلا لـيبشروا أهل الإيـمان والتصديق بـالله بجزيـل ثوابه فـي الآخرة ، ولـينذروا أهل الكفر به والتكذيب ، عظيـم عقابه ، وألـيـم عذابه ، فـينتهوا عن الشرك بـالله ، وينزجروا عن الكفر به ومعاصيه { ويُجادِلُ الَّذينَ كَفَرُوا بـالبـاطِلِ لِـيُدْحِضُوا بِهِ الـحَقّ } يقول : ويخاصم الذين كذّبوا بـالله ورسوله بـالبـاطل ، ذلك كقولهم للنبـيّ صلى الله عليه وسلم : أخبرنا عن حديث فتـية ذهبوا فـي أوّل الدهر لـم يدر ما شأنهم ، وعن الرجل الذي بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، وعن الروح ، وما أشبه ذلك مـما كانوا يخاصمونه به ، يبتغون إسقاطه ، تعنـيتاً له صلى الله عليه وسلم ، فقال الله لهم : إنا لسنا نبعث إلـيكم رسلنا للـجدال والـخصومات ، وإنـما نبعثهم مبشرين أهل الإيـمان بـالـجنة ، ومنذرين أهل الكفر بـالنار ، وأنتـم تـجادلونهم بـالبـاطل طلبـا منكم بذلك أن تبطلوا الـحقّ الذي جاءكم به رسولـي . وعنى بقوله : { لـيُدْحِضُوا بِهِ الـحَقَّ } لـيبطلوا به الـحقّ ويزيـلوه ويذهبوا به . يقال منه : دحض الشيء : إذا زال وذهب ، ويقال : هذا مكان دَحْض : أي مُزِل مُزْلِق لا يثبت فـيه خفّ ولا حافر ولا قدم ومنه قوله الشاعر : @ رَدِيتُ ونَـجَّى الـيَشْكُرِيَّ حِذَارُهُ وحادَ كما حادَ البَعيرُ عَن الدّحْضِ @@ ويروى : ونـحَّى ، وأدحضته أنا : إذا أذهبته وأبطلته . وقوله : { واتّـخَذُوا آياتـي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً } يقول : واتـخذوا الكافرون بـالله حججه التـي احتـجّ بها علـيهم ، وكتابه الذي أنزله إلـيهم ، والنذر التـي أنذرهم بها سخرياً يسخرون بها ، يقولون : { إنْ هَذَا إلاَّ أساطِيرُ الأوَّلِـينَ اكْتَتَبها فَهِيَ تُـمْلـىَ عَلـيْهِ بُكْرَةً وَأصِيلاً } و { لَوْ شِئْنا لَقُلْنا مِثْلَ هَذَا }