Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 79-79)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول : أما فِعْلـي ما فعلت بـالسفـينة ، فلأنها كانت لقوم مساكين { يَعْمَلُونَ فِـي البَحْرِ فأَرَدْتُ أنْ أعِيبَها } بـالـخَرق الذي خرقتها ، كما : حدثنـي مـحمد ابن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد فـي قول الله عزّ وجلّ : { فأَرَدْتُ أنْ أعِيبَها } قال : أخرقها . حدثنا الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد مثله . وقوله : { وكانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِـينَةٍ غَصْبـاً } وكان أمامهم وقُدّامهم ملك . كما : حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : { وكانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ } قال قتادة : أمامهم ، ألا ترى أنه يقول : { مِنْ وَرَائِهمْ جَهَنَـمُ } وهي بـين أيديهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : كان فـي القرآن : وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفـينة صحيحة غصبـاً . وقد ذُكر عن ابن عيـينة ، عن عمرو ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس أنه قرأ ذلك : وكان أمامهم ملك . قال أبو جعفر : وقد جعل بعض أهل الـمعرفة بكلام العرب « وراء » من حروف الأضداد ، وزعم أنه يكون لـما هو أمامه ولـما خـلفه ، واستشهد لصحة ذلك بقول الشاعر : @ أيَرْجُو بَنُو مَرْوَانَ سَمْعي وطاعَتِـي وَقَوْمي تَـمِيـمٌ والفَلاةُ وَرَائيَا @@ بمعنى أمامي ، وقد أغفل وجه الصواب فـي ذلك . وإنـما قـيـل لـما بـين يديه : هو ورائي ، لأنك من ورائه ، فأنت ملاقـيه كما هو ملاقـيك ، فصار : إذ كان ملاقـيك ، كأنه من ورائك وأنت أمامه . وكان بعض أهل العربـية من أهل الكوفة لا يجيز أن يقال لرجل بـين يديك : هو ورائي ، ولا إذا كان وراءك أن يقال : هو أمامي ، ويقول : إنـما يجوز ذلك فـي الـمواقـيت من الأيام والأزمنة كقول القائل : وراءك برد شديد ، وبـين يديك حرّ شديد ، لأنك أنت وراءه ، فجاز لأنه شيء يأتـي ، فكأنه إذا لـحقك صار من ورائك ، وكأنك إذا بلغته صار بـين يديك . قال : فلذلك جاز الوجهان . وقوله : { يَأْخُذُ كُلَّ سَفِـينَةٍ غَصْبـاً } فـيقول القائل : فما أغنى خَرْق هذا العالـم السفـينة التـي ركبها عن أهلها ، إذ كان من أجل خرقها يأخذ السفن كلها ، مَعِيبها وغير معيبها ، وما كان وجه اعتلاله فـي خرقها بأنه خرقها ، لأن وراءهم ملك يأخذ كلّ سفـينة غصبـاً ؟ قـيـل : إن معنى ذلك ، أنه يأخذ كل سفـينة صحيحة غصبـاً ، ويدع منها كلّ معيبة ، لا أنه كان يأخذ صحاحها وغير صحاحها . فإن قال : وما الدلـيـل علـى أن ذلك كذلك ؟ قـيـل : قوله : { فأَرَدْتُ أنْ أعِيبَها } فأبـان بذلك أنه إنـما عابها ، لأن الـمعيبة منها لا يعرض لها ، فـاكتفـى بذلك من أن يقال : وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفـينة صحيحة غصبـاً علـى أن ذلك فـي بعض القراءات كذلك . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، قال : هي فـي حرف ابن مسعود : « وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفـينة صالـحة غصبـاً » . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : ثنـي الـحسن بن دينار ، عن الـحكم بن عيـينة ، عن سعيد بن جبـير ، عن ابن عبـاس ، قال : فـي قراءة أُبـي : « وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفـينة صالـحة غصبـاً » . وإنـما عبتها لأردّه عنها . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج { وكانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِـينَةٍ غَصْبـاً } فإذا خـلفوه أصلـحوها بزفت فـاستـمتعوا بها . قال ابن جريج : أخبرنـي وهب بن سلـيـمان ، عن شعيب الـجَبَـائِي ، أن اسم الرجل الذي يأخذ كلّ سفـينة غصبـاً : هُدَدُ بنُ بُدد .