Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 74-74)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وكم أهلكنا يا مـحمد قبل هؤلاء القائلـين من أهل الكفر للـمؤمنـين ، إذا تُتلـى علـيهم آيات الرحمن ، أيّ الفريقـين خير مقاماً ، وأحسن ندياً ، مـجالس من قرن هم أكثر متاع منازل من هؤلاء ، وأحسن منهم منظراً وأجمل صوراً ، فأهلكنا أموالهم ، وغيرنا صورهم ومن ذلك قول علقمة بن عبدة : @ كُمَيْتٌ كَلَوْنِ الأُرْجُوَانِ نَشَرْتهُ لبَـيْعِ الرّئيِ فِـي الصّوَانِ الـمُكَعَّبِ @@ يعنـي بـالصوان : التـخت الذي تصان فـيه الثـياب . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفـيان ، عن الأعمش ، عن أبـي ظبـيان ، عن ابن عبـاس { أحْسَنُ أثاثاً وَرِئْياً } قال : الرئي : الـمنظر ، والأثاث : الـمتاع . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا ابن أبـي عديّ عن شعبة عن سلـيـمان عن أبـي ظبـيان عن ابن عبـاس قال : الرئي الـمنظر . حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله { أحْسَنُ أثاثاً وَرِئْياً } يقول : منظراً . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنا عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { أحْسَنُ أثاثاً وَرِئْياً } الأثاث : الـمال ، والرِّئي : الـمنظر . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هوذة ، قال : ثنا عوف ، عن الـحسن ، فـي قوله { أثاثاً وَرِئْياً } قال : الأثاث : أحسن الـمتاع ، والرِّئي : قال : الـمال . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، يقول الله تبـارك وتعالـى : { وكَمْ أهْلَكْنا قَبْلَهُمْ منْ قَرْنٍ هُمْ أحْسَنُ أثاثاً وَرِئْياً } : أي أكثر متاعاً وأحسن منزلة ومستقرًّا ، فأهلك الله أموالهم ، وأفسد صورهم علـيهم تبـارك وتعالـى . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، قوله { أحْسَنُ أثاثاً وَرِئْياً } قال : أحسن صوراً ، وأكثر أموالاً . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { أثاثاً } قال : الـمتاع { وَرِئْياً } قال : فـيـما يرى الناس . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، بنـحوه . حدثنا ابن حميد وبشر بن معاذ ، قالا : ثنا جرير بن قابوس ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس : الأثاث : الـمال ، والرِّئي : الـمنظر الـحسن . حدثنا القاسم ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الـخراسانـي ، عن ابن عبـاس { وَرِئْياً } : منظراً فـي اللون والـحسن . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { أحْسَنُ أثاثاً وَرِئْياً } قال : الرئي : الـمنظر ، والأثاث : الـمتاع ، أحسن متاعا ، وأحسن منظرا . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول فـي قوله : { أحْسَنُ أثاثاً } يعنـي الـمال { وَرِئْياً } يعنـي : الـمنظر الـحسن . واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء أهل الـمدينة : « وَرِيًّا » غير مهموز ، وذلك إذا قرىء كذلك يتوجه لوجهين : أحدهما : أن يكون قارئه أراد الهمزة ، فأبدل منها ياء ، فـاجتـمعت الـياء الـمُبدلة من الهمز والـياء التـي هي لام الفعل ، فأدغمتا ، فجعلتا ياء واحدة مشددة لـيُـلْـحِقُوا ذلك ، إذ كان رأس آية ، بنظائره من سائر رؤوس الآيات قبله وبعده والآخر أن يكون من رويت أروي روية وريًّا ، وإذا أريد به ذلك كان معنى الكلام : وكم أهلكنا قبلهم من قرن ، هم أحسن متاعاً ، وأحسن نظراً لـماله ، ومعرفة لتدبـيره وذلك أن العرب تقول : ما أحسن رؤية فلان فـي هذا الأمر إذا كان حسن النظر فـيه والـمعرفة به . وقرأ ذلك عامة قرّاء العراق والكوفة والبصرة { وَرِئْياً } بهمزها ، بـمعنى : رؤية العين ، كأنه أراد : أحسن متاعاً ومَرآة . وحُكي عن بعضهم أنه قرأ : « أحسن أثاثاً وزياً » ، بـالزاي ، كأنه أراد أحسن متاعاً وهيئة ومنظراً ، وذلك أن الزيّ هو الهيئة والـمنظر من قولهم : زيَّـيت الـجارية ، بـمعنى : زينتها وهيأتها . قال أبو جعفر : وأولـى القراءات فـي ذلك بـالصواب ، قراءة من قرأ { أثاثاً وَرِئْياً } بـالراء والهمز ، لإجماع الـحجة من أهل التأويـل علـى أن معناه : الـمنظر ، وذلك هو من رؤية العين ، لا من الروية ، فلذلك كان الـمهموز أولـى به ، فإن قرأ قارىء ذلك بترك الهمز ، وهو يريد هذا الـمعنى ، فغير مخطىء فـي قراءته . وأما قراءته بـالزاي فقراءة خارجة ، عن قراءة القرّاء ، فلا أستـجيز القراءة بها لـخلافها قراءتهم ، وإن كان لهم فـي التأويـل وجه صحيح . واختلف أهل العربـية فـي الأثاث أجمع هو أم واحد ، فكان الأحمر فـيـما ذُكر لـي عنه يقول : هو جمع ، واحدتها أثاثه ، كما الـحمام جمع واحدتها حمامة ، والسحاب جمع واحدتها سحابة . وأما الفراء فإنه كان يقول : لا واحد له ، كما أن الـمتاع لا واحد له . قال : والعرب تـجمع الـمتاع : أمتعة ، وأماتـيع ، ومتع . قال : ولو جمعت الأثاث لقلت : ثلاثة آثَّةٍ وأثث . وأما الرئي فإن جمعه : آراء .