Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 75-75)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : قل يا مـحمد لهؤلاء الـمشركين بربهم ، القائلـين : إذا تتلـى علـيهم آياتنا ، أيّ الفريقـين منا ومنكم خير مقاماً وأحسن ندياً ، من كان منا ومنكم فـي الضلالة جائراً عن طريق الـحقّ . سالكاً غير سبـيـل الهدى ، { فلـيـمدد له الرحمن مدًّا } يقول : فلـيطوِّل له الله فـي ضلالته ، ولـيـمله فـيها إملاء . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { فِـي الضَّلالَةِ فَلْـيَـمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا } فلـيَدعْه الله فـي طغيانه . وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، مثله . وقوله : { حتـى إذَا رَأوْا ما يُوعَدُونَ إمَّا العَذَابَ وإمَّا السَّاعَةَ } يقول تعالـى ذكره : قل لهم : من كان منا ومنكم فـي الضلالة ، فلـيـمدد له الرحمن فـي ضلالته إلـى أن يأتـيهم أمر الله ، إما عذاب عاجل ، أو يـلقوا ربهم عند قـيام الساعة التـي وعد الله خـلقه أن يجمعهم لها ، فإنهم إذا أتاهم وعد الله بأحد هذين الأمرين { فَسَيَعْلَـمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً } ومسكنا منكم ومنهم { وأضْعَفُ جُنْداً } أهم أم أنتـم ؟ ويتبـينون حينئذٍ أيّ الفريقـين خير مقاماً ، وأحسن ندياً .