Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 91-93)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وتكاد الـجبـال أن تـخرّ انقضاضاً ، لأنْ دَعَوا للرحمن ولداً . فـ « أن » فـي موضع نصب فـي قول بعض أهل العربـية ، لاتصالها بـالفعل ، وفـي قول غيره فـي موضع خفض بضمير الـخافض وقد بـيَّنا الصواب من القول فـي ذلك فـي غير موضع من كتابنا هذا بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . وقال : { أنْ دَعَوْا للرَّحْمَنِ وَلَداً } يعنـي بقوله : { أنْ دَعَوْا } : أن جعلوا له ولدا ، كما قال الشاعر : @ ألا رُبَّ مَنْ تَدْعُو نَصِيحاً وَإنْ تَغِبْ تَـجِدْهُ بغَيْبٍ غيرَ مُنْتَصِحِ الصَّدْرِ @@ وقال ابن أحمر : @ أهْوَى لَهَا مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها وكنتُ أدْعُو قَذَاها الإئمِدَ القَرِدَا @@ وقوله : { وَما يَنْبَغِي للرَّحْمَنِ أنْ يَتَّـخِذَ وَلَداً } يقول : وما يصلـح لله أن يتـخذ ولداً ، لأنه لـيس كالـخـلق الذين تغلبهم الشهوات ، وتضطرهم اللذّات إلـى جماع الإناث ، ولا ولد يحدث إلا من أنثى ، والله يتعالـى عن أن يكون كخـلقه ، وذلك كقول ابن أحمر : @ فِـي رأسِ خَـلْقاءَ مِنْ عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ ما ينبغي دُونَها سَهْلٌ وَلا جَبَلُ @@ يعنـي : لا يصلـح ولا يكون . { إنْ كُلّ مَنْ فِـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ إلاَّ آتـى الرَّحْمَنِ عَبْداً } يقول : ما جميع من فـي السموات من الـملائكة ، وفـي الأرض من البشر والإنس والـجنّ { إلاَّ آتـى الرَّحْمَنِ عَبْداً } يقول : إلا يأتـي ربه يوم القـيامة عبداً له ، ذلـيلاً خاضعاً ، مقرّاً له بـالعبودية ، لا نسب بـينه وبـينه . وقوله : { آتـى الرَّحْمَنِ } إنـما هو فـاعل من أتـيته ، فأنا آتـيه .