Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 109-110)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره { يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفـاعَةُ إلاَّ } شفـاعة { مَنْ أذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ } أن يشفع { وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } وأدخـل فـي الكلام له دلـيلاً علـى إضافة القول إلـى كناية « مَنْ » وذلك كقول القائل الآخر : رضيت لك عملك ، ورضيته منك ، وموضع مَن من قوله { إلاَّ مَنْ أذِنَ لَهُ } نصب لأنه خلاف الشفـاعة . وقوله { يَعْلَـمُ ما بـينَ أيْدِيهِمْ وَما خَـلْفَهُمْ } يقول تعالـى ذكره : يعلـم ربك يا مـحمد ما بـين أيدي هؤلاء الذين يتبعون الداعي من أمر القـيامة ، وما الذي يصيرون إلـيه من الثواب والعقاب { وَما خَـلفَهُمْ } يقول : ويعلـم أمر ما خـلفوه وراءهم من أمر الدنـيا ، كما : حدثنا بِشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { يَعْلَـمُ ما بـينَ أيْدِيهمْ } من أمر الساعة { وَما خَـلْفَهُمْ } من أمر الدنـيا . وقوله : { وَلا يُحيطُونَ بهِ علْـماً } يقول تعالـى ذكره : ولا يحيط خـلقه به علـماً . ومعنى الكلام : أنه مـحيط بعبـاده علـماً ، ولا يحيط عبـاده به علـماً . وقد زعم بعضهم أن معنى ذلك : أن الله يعلـم ما بـين أيدي ملائكته وما خـلفهم ، وأن ملائكته لا يحيطون علـماً بـما بـين أيدي أنفسم وما خـلفهم ، وقال : إنـما أعلـم بذلك الذين كانوا يعبدون الـملائكة ، أن الـملائكة كذلك لا تعلـم ما بـين أيديها وما خـلفها ، موبخهم بذلك ومقرّعهم بأن من كان كذلك ، فكيف يعبد ، وأن العبـادة إنـما تصلـح لـمن لا تـخفـى علـيه خافـية فـي الأرض ولا فـي السماء .