Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 116-117)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره معلـماً نبـيه مـحمداً صلى الله عليه وسلم ، ما كان من تضيـيع آدم عهده ، ومعرّفه بذلك أن ولده لن يعدوا أن يكونوا فـي ذلك علـى منهاجه ، إلا من عصمه الله منهم : واذكر يا مـحمد { إذْ قُلْنا للْـمَلائِكَةَ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلاَّ إبْلِـيسَ أبَى } أن يسجد له { فَقُلْنا يا آدَمُ إنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ } ولذلك من شنآنه لـم يسجد لك ، وخالف أمري فـي ذلك وعصانـي ، فلا تطيعاه فـيـما يأمر كما به ، فـيخرجكما بـمعصيتكما ربكما ، وطاعتكما له { مِنَ الـجَنَّةِ فَتَشْقَـى } يقول : فـيكون عيشك من كدّ يدك ، فذلك شقاؤه الذي حذَّره به ، كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : أهبط إلـى آدم ثور أحمر ، فكان يحرث علـيه ، ويـمسح العرق من جبـينه ، فهو الذي قال الله تعالـى ذكره : { فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الـجَنَّةِ فَتَشْقَـى } فكان ذلك شقاءه . وقال تعالـى ذكره : { فَتَشْقَـى } ولـم يقل : فتشقـيا ، وقد قال : { فَلا يُخْرِجَنَّكُما } لأن ابتداء الـخطاب من الله كان لآدم علـيه السلام ، فكان فـي إعلامه العقوبة علـى معصيته إياه ، فـيـما نهاه عنه من أكل الشجرة ، الكفـاية من ذكر الـمرأة ، إذ كان معلوماً أن حكمها فـي ذلك حكمه ، كما قال : { عَنِ الـيَـمِينِ وَعَنِ الشّمالِ قَعِيدٌ } اجتزىء بـمعرفة السامعين معناه ، من ذكر فعل صاحبه .