Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 4-5)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : هذا القرآن تنزيـل من الربّ الذي خـلق الأرض والسموات العلـى . والعُلَـى : جمع علـيا . واختلف أهل العربـية فـي وجه نصب قوله : { تَنْزِيلاً } فقال بعض نـحويـي البصرة : نصب ذلك بـمعنى : نزّل الله ذلك تنزيلاً . وقال بعض من أنكر ذلك من قـيـله هذا من كلامين ، ولكن الـمعنى : هو تنزيـل ، ثم أسقط هو ، واتصل بـالكلام الذي قبله ، فخرج منه ، ولـم يكن من لفظه . قال أبو جعفر : والقولان جميعاً عندي غير خطأ . وقوله : { الرَّحْمَنُ عَلـى العَرْشِ اسْتَوَى } يقول تعالـى ذكره : الرحمن علـى عرشه ارتفع وعلا . وقد بـيَّنا معنى الاستواء بشواهده فـيـما مضى وذكرنا اختلاف الـمختلفـين فـيه فأغنى ذلك عن إعادته فـي هذا الـموضع . وللرفع فـي الرحمن وجهان : أحدهما بـمعنى قوله : تنزيلاً ، فـيكون معنى الكلام : نزله من خـلق الأرض والسموات ، نزله الرحمن الذي علـى العرش استوى . والآخر بقوله : { عَلـى العَرْشِ اسْتَوَى } لأن فـي قوله استوى ، ذكراً من الرحمن .