Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 53-53)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويـل فـي قراءة قوله { مَهْداً } فقرأته عامَّة قرّاء الـمدينة والبصرة : الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ مِهاداً بكسر الـمِيـم من الـمِهاد وإلـحاق ألف فـيه بعد الهاء ، وكذلك عملهم ذلك فـي كلّ القرآن . وزعم بعض من اختار قراءة ذلك كذلك ، أنه إنـما اختاره من أجل أن الـمهاد : اسم الـموضّع ، وأن الـمهد الفعل قال : وهو مثل الفرش والفراش . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفـيـين : { مَهْداً } بـمعنى : الذي مهد لكم الأرض مهداً . والصواب من القول فـي ذلك أن يقال : إنهما قراءتان مستفـيضتان فـي قَرأة الأمصار مشهورتان ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب فـيها . وقوله : { وَسَلَكَ لَكُمْ فـيها سُبُلاً } يقول : وأنهج لكم فـي الأرض طرقا . والهاء فـي قوله فـيها : من ذكر الأرض ، كما : حدثنا بِشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَسَلَكَ لَكُمْ فِـيها سُبُلاً } : أي طرقاً . وقوله : { وأنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً } يقول : وأنزل من السماء مطراً { فأخرجنا به أزْوَاجاً مِنْ نَبـاتٍ شَتَّـى } وهذا خبر من الله تعالـى ذكره عن إنعامه علـى خـلقه بـما يحدث لهم من الغيث الذي ينزله من سمائه إلـى أرضه ، بعد تناهي خبره عن جواب موسى فرعون عما سأله عنه وثنائه علـى ربه بـما هو أهله . يقول جلّ ثناؤه : فأخرجنا نـحن أيها الناس بـما ننزل من السماء من ماء أزواجاً ، يعنـي ألواناً من نبـات شتـى ، يعنـي مختلفة الطعوم ، والأرايـيح والـمنظر . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { مِنْ نَبـاتٍ شَتَّـى } يقول : مختلف .