Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 80-81)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : فلـما نـجا موسى بقومه من البحر ، وغَشِيَ فرعون قومه من الـيـم ما غشيهم ، قلنا لقوم موسى : { يَا بَنِـي إسْرَائِيـلَ قَدْ أنْـجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوّكُمْ } فرعون { وَوَاعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الأيـمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَـيْكُمُ الـمَنَّ والسَّلْوَى } وقد ذكرنا كيف كانت مواعدة الله موسى وقومه جانب الطور الأيـمن . وقد بـيَّنا الـمنّ والسلوى بـاختلاف الـمختلفـين فـيهما ، وذكرنا الشواهد علـى الصواب من القول فـي ذلك فـيـما مضى قبل ، بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { قَدْ أْنْـجَيْناكُمْ } فكانت عامة قرّاء الـمدينة والبصرة يقرءونه : { قَد أنْـجَيْناكُمْ } بـالنون والألف وسائر الـحروف الأخر معه كذلك ، وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : « قَدْ أنْـجَيْتُكُمْ » بـالتاء ، وكذلك سائر الـحروف الأخر ، إلا قوله : { وَنَزَّلْنا عَلَـيْكُمُ الـمَنَّ والسَّلْوَى } فإنهم وافقوا الآخرين فـي ذلك وقرءوه بـالنون والألف . والقول فـي ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان بـاتفـاق الـمعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء ذلك فمصيب . وقوله : { كُلُوا مِنْ طَيِّبـاتِ ما رَزَقْناكُمْ } يقول تعالـى ذكره لهم : كلوا يا بنـي إسرائيـل من شهيات رزقنا الذي رزقناكم ، وحلاله الذي طيبناه لكم { وَلا تَطْغَوْا فِـيهِ } يقول : ولا تعتدوا فـيه ، ولا يظلـم فـيه بعضكم بعضاً ، كما : حدثنا علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس قول : { وَلا تَطْغَوْا فِـيهِ } يقول : ولا تظلـموا . وقوله : { فَـيَحِلَّ عَلَـيْكُمْ غَضَبِـي } يقول : فـينزل علـيكم عقوبتـي ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد عن قتادة ، قوله : { فَـيَحلَّ عَلَـيْكُمْ غَضَبِـي } يقول : فـينزل علـيكم غضبـي . واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الـحجاز والـمدينة والبصرة والكوفة { فَـيَحِلَّ عَلَـيْكُمْ } بكسر الـحاء { وَمَنْ يَحْلِلْ } بكسر اللام . ووجهوا معناه إلـى : فـيجب علـيكم غضبـي . وقرأ ذلك جماعة من أهل الكوفة : « فَـيَحُلَّ عَلَـيْكُمْ » بضم الـحاء ، ووجهوا تأويـله إلـى ما ذكرنا عن قَتادة من أنه : فـيقع وينزل علـيكم غضبـي . قال أبو جعفر : والصواب من القول فـي ذلك أنهما قراءتان مشهورتان قد قرأ بكل واحدة منهما علـماء من القرّاء ، وقد حذّر الله الذين قـيـل لهم هذا القول من بنـي إسرائيـل وقوع بأسه بهم ونزوله بـمعصيتهم إياه إن هم عصوه ، وخوّفهم وجوبه لهم ، فسواء قرىء ذلك بـالوقوع أو بـالوجوب ، لأنهم كانوا قد خوّفوا الـمعنـيـين كلـيهما .