Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 82-82)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ومن يجب علـيه غضبـي ، فـينزل به . فقد هوى ، يقول فقد تردّى فشقـي ، كما : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فَقَدْ هَوَى } يقول : فقد شقِـي . وقوله : { وإنّـي لَغَفَّـارٌ لِـمَنْ تابَ } يقول : وإنـي لذو غفر لـمن تاب من شركه ، فرجع منه إلـى الإيـمان لـي { وآمن } ، يقول : وأخـلص لـي الألوهة ، ولـم يشرك فـي عبـادته إياي غيري . { وَعمِلَ صَالِـحاً } يقول : وأدّى فرائضي التـي افترضتها علـيه ، واجتنب معاصيّ . { ثُمَّ اهْتَدَى } يقول : ثم لزم ذلك ، فـاستقام ولـم يضيع شيئاً منه . وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله : { وإنّـي لَغَفَّارٌ لِـمَنْ تابَ وآمَنَ وَعمِلَ صَالِـحاً ثُمَّ اهْتَدَى } قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وإنّـي لَغَفَّـارٌ لِـمَنْ تابَ } من الشرك { وآمَنَ } يقول : وحَّد الله { وَعمِلَ صَالِـحاً } يقول : أدّى فرائضي . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وإنّـي لَغَفَّـارٌ لِـمَنْ تابَ } من ذنبه { وآمَنَ } به { وَعَمِلَ صَالِـحاً } فـيـما بـينه وبـين الله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي جعفر الرازيّ ، عن الربـيع { وإنّـي لَغَفـاَّرٌ لِـمَنْ تابَ } من الشرك { وآمَنَ } يقول : وأخـلص لله ، وعمل فـي إخلاصه . واختلفوا فـي معنى قوله : { ثُمَّ اهْتَدَى } فقال بعضهم : معناه : لـم يشكُك فـي إيـمانه . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { ثُمَّ اهْتَدَى } يقول : لـم يشكُك . وقال آخرون : معنى ذلك : ثم لزم الإيـمان والعمل الصالـح . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ثُمَّ اهْتَدَى } يقول : ثم لزم الإسلام حتـى يـموت علـيه . وقال آخرون : بل معنى ذلك : ثم استقام . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي جعفر الرازيّ ، عن الربـيع بن أنس { ثُمَّ اهْتَدَى } قال : أخذ بسنة نبـيه صلى الله عليه وسلم . وقال آخرون : بل معناه : أصاب العمل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { وَعمِلَ صَالِـحاً ثُمَّ اهْتَدَى } قال : أصاب العمل . وقال آخرون : معنى ذلك : عرف أمر مُثـيبه . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن الكلبـيّ { وإنّـي لَغَفَّـارٌ لِـمَنْ تابَ } من الذنب { وآمَنَ } من الشرك { وَعمِلَ صَالِـحاً } أدّى ما افترضت علـيه { ثُمَّ اهْتَدَى } عرف مثـيبه إن خيراً فخيراً ، وإن شرّاً فشرّاً . وقال آخرون بـما : حدثنا إسماعيـل بن موسى الفزاريّ ، قال : أخبرنا عمر بن شاكر ، قال : سمعت ثابتاً البُنانـيّ يقول فـي قوله : { وإنّـي لَغَفَّـارٌ لِـمَنْ تابَ وآمَنَ وَعمِلَ صَالِـحاً ثُمَّ اهْتَدَى } قال : إلـى ولاية أهل بـيت النبـيّ صلى الله عليه وسلم . قال أبو جعفر : وإنـما اخترنا القول الذي اخترنا فـي ذلك ، من أجل أن الاهتداء هو الاستقامة علـى هدى ، ولا معنى للاستقامة علـيه إلا وقد جمعه الإيـمان والعمل الصالـح والتوبة ، فمن فعل ذلك وثبت علـيه ، فلا شكّ فـي اهتدائه .