Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 18-18)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ولكن ننزل الـحقّ من عندنا ، وهو كتاب الله وتنزيـله علـى الكفر به وأهله ، { فـيَدْمَغُهُ } يقول : فـيهلكه كما يدمغ الرجل الرجل بأن يشجّه علـى رأسه شجة تبلغ الدماغ ، وإذا بلغت الشجة ذلك من الـمشجوج لـم يكن له بعدها حياة . وقوله { فإذَا هُوَ زَاهِقٌ } يقول : فإذا هو هالك مضمـحلّ كما : حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة : { فإذَا هَوَ زَاهِقٌ } قال : هالك . حدثنا بِشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : فإذَا هُوَ زَاهِقٌ قال : ذاهب . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بِشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { بَلْ نَقْذِفُ بـالـحَقّ عَلـى البـاطِلِ فَـيَدْمَغُهُ فإذَا هُوَ زَاهِقٌ } والـحقّ كتاب الله القرآن ، والبـاطل : إبلـيس ، { فَـيدْمَغُهُ فإذَا هُوَ زَاهِقٌ } أي ذاهب . وقوله : { وَلَكُمُ الوَيْـلُ مِـمَّا تَصِفُونَ } يقول : ولكم الويـل من وصفكم ربكم بغير صفته ، وقِـيـلكم إنه اتـخذ زوجة وولدا ، وفِريتكم علـيه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل ، إلا أن بعضهم قال : معنى تصفون تكذبون . وقال آخرون : معنى ذلك : تشركون . وذلك وإن اختلفت به الألفـاظ فمتفقة معانـيه لأن من وصف الله بأن له صاحبة فقد كذب فـي وصفه إياه بذلك ، وأشرك به ، ووصفه بغير صفته . غير أن أولـى العبـارات أن يُعَبر بها عن معانـي القرآن أقربها إلـى فهم سامعيه . ذكر من قال ما قلنا فـي ذلك : حدثنا بِشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلَكُمْ الوَيْـلُ مِـمَّا تَصِفُونَ } أي تكذبون . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج : { وَلَكُمُ الوَيْـلُ مِـمَّا تَصِفونَ } قال : تشركون وقوله { عَمَّا يَصِفُونَ } قال : يشركون قال : وقال مـجاهد : { سيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ } قال : قولَهم الكذب فـي ذلك .