Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 3-3)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : { لاهيَةً قُلُوبُهُمْ } غافلة ، يقول : ما يستـمع هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم هذا القرآن إلا وهم يـلعبون غافلة عنه قلوبهم ، لا يتدبرون حكمه ولا يتفكرون فـيـما أودعه الله من الـحجج علـيهم . كما : حدثنا بِشر قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ } يقول : غافلة قلوبهم . وقوله : { وأَسَرُّوا النَّـجْوَى الَّذِينَ ظَلَـمُوا } يقول : وأسرّ هؤلاء الناس الذين اقتربت الساعة منهم وهم فـي غفلة معرضون ، لاهية قلوبهم ، النـجوى بـينهم ، يقول : وأظهروا الـمناجاة بـينهم فقالوا : هل هذا الذي يزعم أنه رسول من الله أرسله إلـيكم { إلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } ؟ يقولون : هل هو إلا إنسان مثلكم فـي صوركم وخـلقكم ؟ يعنون بذلك مـحمدا صلى الله عليه وسلم . وقال الذين ظلـموا فوصفهم بـالظلـم بفعلهم وقـيـلهم الذي أخبر به عنهم فـي هذه الآيات إنهم يفعلون ويقولون من الإعراض عن ذكر الله والتكذيب برسوله . ولـ « الّذين » من قوله : { وأسَرُّوا النَّـجْوَى الَّذِينَ ظَلَـمُوا } فـي الإعراب وجهان : الـخفض علـى أنه تابع للناس فـي قوله : { اقْتَرَبَ للنَّاسِ حِسابُهُمْ } والرفع علـى الردّ علـى الأسماء الذين فـي قوله : { وأسَرُّوا النَّـجْوَى } من ذكر الناس ، كما قـيـل : { ثمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كثِـيرٌ مِنْهُمْ } وقد يحتـمل أن يكون رفعا علـى الابتداء ، ويكون معناه : وأسرّوا النـجوى ، ثم قال : هم الذين ظلـموا . وقوله : { أفَتَأتُونَ السِّحْرَ وأنْتُـمْ تُبْصِرُونَ } يقول : وأظهروا هذا القول بـينهم ، وهي النـجوى التـي أسرّوها بـينهم ، فقال بعضهم لبعض : أتقبلون السحر وتصدّقون به وأنتـم تعلـمون أنه سحر ؟ يعنون بذلك القرآن كما : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { أفَتَأُتُونَ السِّحْرَ وأنْتُـمْ تُبْصِرُونَ } قال : قاله أهل الكفر لنبـيهم لـما جاء به من عند الله ، زعموا أنه ساحر ، وأن ما جاء به سحر ، قالوا : أتأتون السحر وأنتـم تبصرون ؟