Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 4-4)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : « قُلْ رَبّـي » فقرأ ذلك عامة قرّاء أهل الـمدينة والبصرة وبعض الكوفـيـين : « قُلْ رَبْـي » علـى وجه الأمر . وقرأه بعض قرّاء مكة وعامة قرّاء الكوفة : { قالَ رَبّـي } علـى وجه الـخبر . وكأن الذين قرؤوه علـى وجه الأمر أرادوا من تأويـله : قل يا مـحمد للقائلـين { أتأْتُونَ السِّحْرَ وأنْتُـمْ تُبْصِرُونَ } ربـي يعلـم قول كلّ قائل فـي السماء والأرض ، لا يخفـى علـيه منه شيء وهو السميع لذلك كله ولِـما يقولون من الكذب ، العلـيـم بصدقـي وحقـيقة ما أدعوكم إلـيه وبـاطل ما تقولون وغير ذلك من الأشياء كلها . وكأن الذين قرءوا ذلك قال علـى وجه الـخبر أرادوا : قال مـحمد : ربـي يعلـم القول خبرا من الله عن جواب نبـيه إياهم . والقول فـي ذلك أنهما قراءتان مشهورتان فـي قَرَأة الأمصار ، قد قرأ بكل واحدة منهما علـماء من القرّاء ، وجاءت بهما مصاحف الـمسلـمين متفقتا الـمعنى وذلك أن الله إذا أمر مـحمدا بقـيـل ذلك قاله ، وإذا قاله فعن أمر الله قاله ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب فـي قراءته .