Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 43-43)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ألهؤلاء الـمستعجلـي ربهم بـالعذاب آلهة تـمنعهم ، إن نـحن أحللنا بهم عذابنا ، وأنزلنا بهم بأسنا من دوننا ؟ ومعناه : أم لهم آلهة من دوننا تـمنعهم منا ؟ ثم وصف جلّ ثناؤه الآلهة بـالضعف والـمهانة ، وما هي به من صفتها ، فقال : وكيف تستطيع آلهتهم التـي يدعونها من دوننا أن تـمنعهم منا وهي لا تستطيع نصر أنفسها . وقوله : { وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ } اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنـيّ بذلك ، وفـي معنى « يُصْحَبُون » ، فقال بعضهم : عنـي بذلك الآلهة ، وأنها لا تصحب من الله بخير . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَـمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أنْفُسِهِمْ } يعنـي الآلهة . { وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ } يقول : لا يُصحبون من الله بخير . وقال آخرون : بل معنى ذلك : ولا هم منا ينصرون . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا أبو ثور ، عن معمر ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ } قال : لا ينصرون . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عبـاس ، قوله : { أمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَـمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا } إلـى قوله : { يُصْحَبُونَ } قال : ينصرون . قال : قال مـجاهد : ولا هم يُحْفظون . حدثنا علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ } يُجَارُون … ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ } يقول : ولا هم منا يجارون ، وهو قوله : { وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَـيْهِ } يعنـي الصاحب ، وهو الإنسان يكون له خفـير مـما يخاف ، فهو قوله يصحبون . قال أبو جعفر : وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب قول من قال هذا القول الذي حكيناه عن ابن عبـاس ، وأن { هُمْ } من قوله : { وَلا هُمْ } من ذكر الكفـار ، وأن قوله : { يُصْحَبُونَ } بـمعنى : يُجارون يُصْحبون بـالـجوار لأن العرب مـحكيّ عنها : أنا لك جار من فلان وصاحب ، بـمعنى : أجيرك وأمنعك ، وهم إذا لـم يصحبوا بـالـجوار ، ولـم يكن لهم مانع من عذاب الله مع سخط الله علـيهم ، فلـم يصحبوا بخير ولم ينصروا .