Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 44-44)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ما لهؤلاء الـمشركين من آلهة تـمنعهم من دوننا ، ولا جار يجيرهم من عذابنا ، إذا نـحن أردنا عذابهم ، فـاتكلوا علـى ذلك ، وعصوا رسلنا اتكالاً منهم علـى ذلك ولكنا متَّعناهم بهذه الـحياة الدنـيا وآبـاءهم من قبلهم حتـى طال علـيهم العمر ، وهم علـى كفرهم مقـيـمون ، لا تأتـيهم منا واعظة من عذاب ولا زاجرة من عقاب علـى كفرهم وخلافهم أمرنا وعبـادتهم الأوثان والأصنام ، فنسوا عهدنا وجهلوا موقع نعمتنا علـيهم ، ولـم يعرفوا موضع الشكر . وقوله : { أفَلا يَرَوْنَ أنَّا نَأْتِـي الأرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أطْرَافِها } يقول تعالـى ذكره : أفلا يرى هؤلاء الـمشركون بـالله السائلو مـحمد صلى الله عليه وسلم الآيات الـمستعجلو بـالعذاب ، أنا نأتـي الأرض نـخرّبها من نواحيها بقهرنا أهلها ، وغَلَبَتِنَاهم ، وإجلائهم عنها ، وقتلهم بـالسيوف ، فـيعتبروا بذلك ويتعظوا به ، ويحذروا منا أن ننزل من بأسنا بهم نـحو الذي قد أنزلنا بـمن فعلنا ذلك به من أهل الأطراف ؟ وقد تقدم ذكر القائلـين بقولنا هذا ومخالفـيه بـالروايات عنهم فـي سورة الرعد بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . وقوله : { أفَهُمُ الغالِبُونَ } يقول تبـارك وتعالـى : أفهؤلاء الـمشركون الـمستعجلو مـحمد بـالعذاب الغالبونا ، وقد رأوا قهرنا من أحللنا بساحته بأسنا فـي أطراف الأرضين ؟ لـيس ذلك كذلك ، بل نـحن الغالبون . وإنـما هذا تقريع من الله تعالـى لهؤلاء الـمشركين به بجهلهم ، يقول : أفـيظنون أنهم يغلبون مـحمدا ويقهرونه ، وقد قهر من ناوأه من أهل أطراف الأرض غيرهم ؟ كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أفَهُمُ الغالِبُونَ } يقول : لـيسوا بغالبـين ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الغالب .