Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 45-45)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : قل يا مـحمد لهؤلاء القائلـين فلـيأتنا بآية كما أرسل الأولون : إنـما أنذركم أيها القوم بتنزيـل الله الذي يوحيه إلـى من عنده ، وأخوّفكم به بأسه . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله : { قُلْ إنَّـمَا أُنْذِرُكُمْ بـالوَحْيِ } أي بهذا القرآن . وقوله : { وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ } اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار : { ولا يَسْمَعُ } بفتـح الـياء من « يَسْمَعُ » بـمعنى أنه فعل للصمّ ، و « الصمّ » حينئذ مرفوعون . ورُوي عن أبـي عبد الرحمن السلـمي أنه كان يقرأ : « وَلا تُسْمعُ » بـالتاء وضمها ، فـالصمّ علـى هذه القراءة مرفوعة ، لأن قوله : « وَلا تُسْمِعُ » لـم يسمّ فـاعله ، ومعناه علـى هذه القراءة : ولا يسمع الله الصمّ الدعاء . قال أبو جعفر : والصواب من القراءة عندنا فـي ذلك ما علـيه قرّاء الأمصار لإجماع الـحجة من القرّاء علـيه . ومعنى ذلك : ولا يصغي الكافر بـالله بسمع قلبه إلـى تذكر ما فـي وحي الله من الـمواعظ والذكر ، فـيتذكر به ويعتبر ، فـينزجر عما هو علـيه مقـيـم من ضلاله إذا تُلـى علـيه وأُريد به ولكنه يعرض عن الاعتبـار به والتفكر فـيه ، فعل الأصمّ الذي لا يسمع ما يقال له فـيعمل به . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إذَا ما يُنْذَرُونَ } يقول : إن الكافر قد صمّ عن كتاب الله لا يسمعه ، ولا ينتفع به ولا يعقله ، كما يسمعه الـمؤمن وأهل الإيـمان .