Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 72-73)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ووهبنا لإبراهيـم إسحاق ولداً ويعقوب ولد ولده ، نافلةً له . واختلف أهل التأويـل في المعنيّ بقوله : { نافِلَةً } فقال بعضهم : عُنـي به يعقوب خاصة . ذكر من قال ذلك : حدثني مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَوَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً } يقول : ووهبنا له إسحاق ولدا ، ويعقوب ابْنَ ابنٍ نافلة . حدثنا بِشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله : { وَوَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً } والنافلة : ابن ابنه يعقوب . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَوَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً } قال : سأل واحدا فقال : ربّ هب لـي من الصالـحين فأعطاه واحدا ، وزاده يعقوب ويعقوب ولد ولده . وقال آخرون : بل عُنـي بذلك إسحاقُ ويعقوب . قالوا : وإنـما معنى النافلة : العطية ، وهما جميعا من عطاء الله أعطاهما إياه . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن ابن جُرَيج ، عن عطاء ، فـي قوله : { وَوَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً } قال : عطية . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { إسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً } قال : عطاء . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، مثله . قال أبو جعفر : وقد بـيَّنا فـيـما مضى قبل أن النافلة الفضل من الشيء يصير إلـى الرجل من أيّ شيء كان ذلك ، وكلا ولديه إسحاق ويعقوب كان فضلاً من الله تفضل به علـى إبراهيـم وهبة منه له . وجائز أن يكون عنـي به أنه آتاهما إياه جميعا نافلة منه له ، وأن يكون عنـي أنه آتاه نافلة يعقوب ولا برهان يدلّ علـى أيّ ذلك الـمراد من الكلام ، فلا شيء أولـى أن يقال فـي ذلك مـما قال الله ووهب الله لإبراهيـم إسحاق ويعقوب نافلة . وقوله : { وكُلاًّ جَعَلْنا صَالِـحِينَ } يعنـي عاملـين بطاعة الله ، مـجتنبـين مـحارمه . وعنـي بقوله : { كُلاًّ } : إبراهيـم ، وإسحاق ، ويعقوب . وقوله : { وَجَعَلْناهُمْ أئمَّةً يَهْدُونَ بأمْرِنا } يقول تعالـى ذكره : وجعلنا إبراهيـم وإسحاق ويعقوب أئمة يؤتـمّ بهم فـي الـخير فـي طاعة الله فـي اتبـاع أمره ونهيه ، ويُقْتَدَى بهم ، ويُتَّبَعون علـيه . كما : حدثنا بِشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَجَعَلْناهُمْ أئمَّةً يَهْدُونَ بأمْرِنا } جعلهم الله أئمة يُقتدى بهم فـي أمر الله . وقوله : { يَهْدُونَ بأمْرِنا } يقول : يهدون الناس بأمر الله إياهم بذلك ، ويدعونهم إلـى الله وإلـى عبـادته . وقوله : { وأوْحَيْنا إلَـيْهِمْ فِعْلَ الـخَيْرَاتِ } يقول تعالـى ذكره : وأوحينا فـيـما أوحينا أن افعلوا الـخيرات ، وأقـيـموا الصلاة بأمرنا بذلك . { وكانُوا لَنا عابِدِينَ } يقول : كانوا لنا خاشعين ، لا يستكبرون عن طاعتنا وعبـادتنا .