Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 96-96)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : حتـى إذا فُتـح عن يأجوج ومأجوج ، وهما أمَّتان من الأمـم ردمهما كما : حدثنـي عصام بن داود بن الـجراح ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنا سفـيان بن سعيد الثوريّ ، قال : ثنا منصور بن الـمعتـمر ، عن رِبْعِيّ بن حِرَاش ، قال : سمعت حُذيفة بن الـيـمان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوَّلُ الآياتِ : الدَّجَّالُ ، وَنُزُولُ عِيسَى ، وَنارٌ تَـخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنِ أبْـيَنَ ، تَسُوق النَّاسَ إلـى الـمَـحْشَرِ ، تَقِـيـلُ مَعَهُمْ إذَا قالُوا . والدُّخانُ ، والدَّابَّةُ ، ثُمَّ يَأْجُوجُ ومَأْجَوجُ " قال حُذيفة : قلت : يا رسول الله ، وما يأجوج ومأجوج ؟ قال : " يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ أُمَـمٌ ، كُلُّ أُمَّةٍ أرْبَعُ مِئَةِ ألْفٍ ، لا يَـمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حتـى يَرَى ألْفَ عَيْنٍ تَطْرِفُ بـينَ يَدَيْهِ مِنْ صُلْبِهِ ، وَهُمْ وَلَدُ آدَمَ ، فَـيَسِيرُونَ إلـى خَرَابِ الدُّنـيْا ، يَكُونُ مُقَدِّمَتُهُمْ بـالشَّامِ وَساقَتُهُمْ بـالعِرَاقِ ، فَـيَـمُرُّونَ بأنهَارِ الدُّنـيا ، فَـيَشْرَبُونَ الفُرَاتَ والدَّجْلَةَ وبُحَيْرَةَ الطَّبَرِيَّةِ حتـى يَأْتُوا بَـيْتَ الـمَقْدِسِ ، فَـيَقُولُونَ قَدْ قَتَلْنا أهْلَ الدُّنـيْا فَقاتِلُوا مَنْ فِـي السَّماءِ ، فَـيْرمَونَ بـالنُّشَّابِ إلـى السَّماءِ ، فَترْجِعُ نُشابُهُمْ مُخَضَّبَةً بـالدَّمِ ، فَـيَقُولُونَ قَدْ قَتَلْنا مَنْ فِـي السَّماءِ ، وَعِيسَى والـمُسْلِـمُونَ بِجَبَلِ طُورِ سِينِـينَ ، فَـيُوحِي اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ إلـى عِيسَى : أنْ أحْرِزْ عِبـادِي بـالطُّورِ وَما يَـلـي أيْـلَةَ ثُمَّ إنَّ عِيسَ يَرْفَعُ رأسَهُ إلـى السَّماءِ ، وَيُؤَمِّنُ الـمُسْلِـمونَ فَـيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَـيْهِمْ دَابَّةً يُقالُ لَهَا النَّغَفُ ، تَدْخُـلُ مِنْ مَناخِرِهِمْ فَـيُصْبِحَونَ مَوْتَـى مِنْ حاقِ الشَّامِ إلـى حاقِ العِرَاقِ ، حتـى تَنْتَنَ الأرْضُ مِنْ جِيفِهِمْ ويَأْمُرُ اللَّهُ السَّماءَ فتُـمْطِرُ كأفْوَاهِ القِرَبِ ، فَتَغْسِلُ الأرْض مِنْ جِيَفِهِمْ وَنَتْنِهِمْ ، فَعِنْدَ ذلكَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبها " حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن أبـي جعفر ، عن الربـيع ، عن أبـي العالـية ، قال : إن يأجوج ومأجوج يزيدون علـى سائر الإنس الضِّعف ، وإن الـجنّ يزيدون علـى الإنس الضعف ، وإن يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما يأجوج ومأجوج . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبـي إسحاق ، قال : سمعت وهب بن جابر يحدث ، عن عبد الله بن عمرو أنه قال : إن يأجوج ومأجوج يـمرّ أولهم بنهر مثل دجلة ، ويـمرّ آخرهم فـيقول : قد كان فـي هذا مرّة ماء . لا يـموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفـاً فصاعداً . وقال : مِن بعدهم ثلاثُ أمـم لا يعلـم عددهم إلا الله : تاويـل ، وتاريس ، وناسك أو منسك شكّ شعبة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفـيان ، عن أبـي إسحاق ، عن وهب بن جابر الـحيوانـي ، قال : سألت عبد الله بن عمرو ، عن يأجوج ومأجوج ، أمن بنـي آدم هم ؟ قال : نعم ، ومن بعدهم ثلاث أمـم لا يعلـم عددهم إلا الله : تاريس ، وتاويـل ، ومنسك . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا سهل بن حماد أبو عتاب ، قال : ثنا شعبة ، عن النعمان بن سالـم ، قال : سمعت نافع بن جبـير بن مطعم يقول : قال عبد الله بن عمرو : يأجوج ومأجوج لهم أنهار يَـلْقَمون ما شاءوا ، ونساء يجامعون ما شاءوا ، وشجر يـلقمون ما شاءوا ، ولا يـموت رجل إلا ترك من ذرّيته ألفـاً فصاعداً . حدثنا مـحمد بن عمارة ، قال : ثنا عبد الله بن موسى ، قال : أخبرنا زكريا ، عن عامر ، عن عمرو بن ميـمون ، عن عبد الله بن سلام ، قال : ما مات أحد من يأجوج ومأجوج إلا ترك ألف ذرء فصاعداً . حدثنـي يحيى بن إبراهيـم الـمسعودي ، قال : ثنا أبـي ، عن أبـيه ، عن جدّه ، عن الأعمش ، عن عطية ، قال : قال أبو سعيد : يخرج يأجوج ومأجوج فلا يتركون أحداً إلا قتلوه ، إلا أهل الـحصون ، فـيـمرّون علـى البحيرة فـيشربونها ، فـيـمرّ الـمارُّ فـيقول : كأنه كان ههنا ماء ، قال : فـيبعث الله علـيهم النغف حتـى يكسر أعناقهم فـيصيروا خبـالاً ، فتقول أهل الـحصون : لقد هلك أعداء الله ، فـيدلّون رجلاً لـينظر ، ويشترط علـيهم إن وجدهم أحياء أن يرفعوه ، فـيجدهم قد هلكوا ، قال : فـينزل الله ماء من السماء فـيقذفهم فـي البحر ، فتطهر الأرض منهم ، ويغرس الناس بعدهم الشجر والنـخـل ، وتـخرج الأرض ثمرتها كما كانت تـخرج فـي زمن يأجوج ومأجوج . حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن عبـيد الله بن أبـي يزيد ، قال : رأى ابن عبـاس صبـياناً ينزو بعضهم علـى بعض يـلعبون ، فقال ابن عبـاس : هكذا يخرج يأجوج ومأجوج . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الـحكم ، قال : ثنا عمرو بن قـيس ، قال : بلغنا أن ملكاً دون الردم يبعث خيلاً كل يوم يحرسون الردم لا يأمن يأجوج ومأجوج أن تـخرج علـيهم ، قال : فـيسمعون جلبة وأمراً شديداً . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن أبـي إسحاق ، أن عبد الله بن عمرو ، قال : ما يـموت الرجل من يأجوج ومأجوج حتـى يولد له من صلبه ألف ، وإن من ورائهم لثلاث أمـم ما يعلـم عددهم إلا الله : منسك ، وتاويـل ، وتاريس . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة ، عن عمرو البِكالـي ، قال : إن الله جزأ الـملائكة والإنس والـجنّ عشرة أجزاء فتسعة منهم الكروبـيون وهم الـملائكة الذي يحملون العرش ، ثم هم أيضاً الذين يسبحون اللـيـل والنهار لا يفترون . قال : ومن بقـي من الـملائكة لأمر الله ووحيه ورسالته . ثم جزّأ الإنس والـجنّ عشرة أجزاء ، فتسعة منهم الـجن ، لا يولد من الإنس ولد إلا ولد من الـجن تسعة . ثم جزأ الإنس علـى عشرة أجزاء ، فتسعة منهم يأجوج ومأجوج ، وسائر الإنس جزء . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قوله : { حتـى إذَا فُتـحتْ يَأْجُوج وَمأْجُوجُ } قال : أُمَّتانِ من وراء ردم ذي القرنـين . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن غير واحد ، عن حميد بن هلال ، عن أبـي الصيف ، قال : كعب : إذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج حفروا حتـى يسمع الذين يـلونهم قرع فئوسهم ، فإذا كان اللـيـل قالوا : نـجيء غدا فنـخرج ، فـيعيدها الله كما كانت ، فـيجيئون من الغد فـيجدونه قد أعاده الله كما كان ، فـيحفرونه حتـى يسمع الذين يـلونهم قرع فئوسهم ، فإذا كان اللـيـل ألقـى الله علـى لسان رجل منهم يقول : نـجيء غدا فنـخرج إن شاء الله . فـيجيئون من الغد فـيجدونه كما تركوه ، فـيحفرون ثم يخرجون . فتـمرّ الزمرة الأولـى بـالبحيرة فـيشربون ماءها ، ثم تـمرّ الزمرة الثانـية فـيـلـحسون طينها ، ثم تـمرّ الزمرة الثالثة فـيقولون : قد كان ههنا مرّة ماء . وتفرّ الناس منهم ، فلا يقوم لهم شيء ، يرمون بسهامهم إلـى السماء ، فترجع مخضبة بـالدماء ، فـيقولون : غلبْنا أهل الأرض وأهل السماء . فـيدعو علـيهم عيسى ابن مريـم ، فـيقول : اللهمّ لا طاقة ولا يدين لنا بهم ، فـاكفناهم بـما شئت فـيسلط الله علـيهم دوداً يقال له النغف فتفرس رقابهم ، ويبعث الله علـيهم طيراً فتأخذهم بـمناقرها فتلقـيهم فـي البحر ، ويبعث الله عيناً يقال لها الـحياة تطهر الأرض منهم وتنبتها ، حتـى إن الرمانة لـيشبع منها السكن . قـيـل : وما السكن يا كعب ؟ قال : أهل البـيت . قال : فبـينا الناس كذلك ، إذ أتاهم الصريخ أن ذا السويقتـين يريده ، فـيبعث عيسى طلـيعة سبع مئة ، أو بين السبع مئة والثمان مئة ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله ريحاً يـمانـية طيبة ، فـيقبض الله فـيها روح كلّ مؤمن ، ثم يبقـى عَجَاجٌ من الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم فمثَل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه ينتظرها متـى تضع . فمن تكلف بعد قولـي هذا شيئا أو علـى هذا شيئا فهو الـمتلكف . حدثنا العبـاس بن الولـيد البـيروتـي ، قال : أخبرنـي أبـي ، قال : سمعت ابن جابر ، قال : ثنـي مـحمد بن جابر الطائي ثم الـحمصي ، ثنـي عبد الرحمن بن جبـير بن نفـير الـحضرمي ، قال : ثنـي أبـي أنه سمع النوّاس بن سمعان الكلابـي يقول : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ، وذكر أمره ، وأن عيسى ابن مريـم يقتله ، ثم قال : " فَبـيْنَا هُوَ كَذَلِكَ ، أَوْحَى الله إلـيه : يا عِيسَى ، إنـي قد أخْرَجْتُ عِبَـاداً لـي لا يَد لأحَدٍ بِقتَالِهِمْ ، فَحَرّزْ عِبَـادِي إلـى الطُّورِ فـيَبعثَ الله يأجُوجَ ومَأْجُوجَ ، وهم مِنْ كُلِّ حَدْبٍ يَنْسِلُونَ ، فَـيـمُرّ أحَدُهُمْ علـى بحيرة طَبَريَّةَ ، فـيَشْرَبُونَ ما فـيها ، ثم ينزل آخرهم ، ثم يقول : لقد كان بهذه ماء مَرّة . فـيحاصر بنـيّ الله عِيسَى وأصحابه ، حتـى يكون رَأْسُ الثور يومئذ خَيْرا لأحدهم مِنْ مِئَةِ دينارٍ لأحدكم ، فـيرغب نبـيّ الله عيسى وأصحابُه إلـى الله ، فـيُرْسِل الله علـيهم النَّغَفَ فـي رِقَابِهِمْ ، فـيُصْبِحُونَ فَرْسى مَوْت نَفْسٍ واحِدَةٍ ، فَـيهْبِطُ نبـيُّ الله عيسى وأصْحَابُه ، فلا يَجِدُونَ مَوْضَعا إلا قد ملأه زُهْمُهُمْ ونتنهم ودماؤهم ، فـيرغب نبـيّ الله عيسى وأصحابه إلـى الله ، فـيُرْسِل علـيهم طيرا كأعْنَاقِ البُخْتِ ، فتَـحْمِلُهُم فَتطْرَحُهُمْ حَيْثُ شاء الله ، ثم يُرْسِلُ الله مطرا لا يَكُنُّ منه بَـيْتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ ، فـيغسل الأرض حتـى يتركها كالزَّلَفة " وأما قوله : { وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي الـمعنـيّ به ، فقال بعضهم : عُنـي بذلك بنو آدم أنهم يخرجون من كل موضع كانوا دفنوا فـيه من الأرض ، وإنـما عُنـي بذلك الـحشرُ إلـى موقـف الناس يوم القـيامة . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } قال : جمع الناس من كلّ مكان جاءوا منه يوم القـيامة ، فهو حَدَبٌ . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج : { وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } ، قال ابن جُرَيج : قال مـجاهد : جمع الناس من كلّ حدب من مكان جاءوا منه يوم القـيامة فهو حدب . وقال آخرون : بل عنـي بذلك يأجوج ، ومأجوج وقوله : « وهم » وكناية أسمائهم ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن سلـمة بن كهيـل ، قال : ثنا أبو الزعراء ، عن عبد الله أنه قال : يخرج يأجوج ومأجوج فـيـمرحون فـي الأرض ، فـيُفسدون فـيها . ثم قرأ عبد الله : { وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } قال : ثم يبعث الله علـيهم دابَّة مثل النغف ، فتَلِـجُ فـي أسماعهم ومناخرهم فـيـموتون منها فتنتن الأرض منهم ، فـيرسل الله عزّ وجلّ ماء فـيطهر الأرض منهم . والصواب من القول فـي ذلك ما قاله الذين قالوا : عنـي بذلك يأجوج ومأجوج ، وأن قوله : { وَهُمْ } كناية عن أسمائهم ، للـخبر الذي : حدثنا به ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن مـحمد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر ، عن قتادة الأنصاري ، ثم الظفري ، عن مـحمود بن لبـيد أخي بنـي عبد الأشهل ، عن أبـي سعيد الـخدريّ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يُفْتَـحُ يأْجُوجُ ومَأْجُوجَ يَخْرُجُونَ عَلـى النَّاسِ كمَا قالَ اللَّهُ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَـيُغَشُّونَ الأرضَ " حدثنـي أحمد بن إبراهيـم ، قال : ثنا هشيـم بن بشير ، قال : أخبرنا العوّام بن حوشب ، عن جبلة ابن سحيـم ، عن مؤثر ، وهو ابن عفـازة العبدي ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فـيـما يُذكر عن عيسى ابن مريـم ، قال : عيسى : " عَهِدَ إلـيَّ رَبّـي أنَّ الدَّجَّالَ خارِجٌ ، وأنَّهُ مُهْبِطِي إلَـيْهِ ، فذكر أنَّ مَعَهُ قَضِيبَـيْنِ ، فإذَا رآنـي أهْلَكَهُ اللَّهُ . قالَ : فَـيَذُوبُ كمَا يَذُوبُ الرّصَاصُ ، حتـى إنَّ الشَّجَرَ والـحَجَرَ لـيَقُولُ : يا مُسْلِـمُ هَذَا كافِرٌ فـاقْتُلْهُ فَـيُهْلِكُهُمْ اللَّهُ تَبـارَكَ وَتَعالـى ، وَيَرْجِعُ النَّاسُ إلـى بِلادِهِمْ وأوْطانِهِمْ . فَـيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمأْجُوجُ مِنْ كُلّ حَدْبٍ يَنْسِلُونَ ، لاَ يأْتُونَ عَلـى شَيْءٍ إلاَّ أهْلَكُوهُ ، وَلاَ يـمُرُّونَ علـى ماءٍ إلاَّ شَرِبوهُ " حدثنـي عبـيد بن إسماعيـل الهبـاري ، قال : ثنا الـمـحاربـي ، عن أصبغ بن زيد ، عن العوّام بن حوشب ، عن جبلة بن سحيـم ، عن موثر بن عفـازة ، عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنـحوه . وأما قوله : { مِنْ كُلّ حَدَبٍ } فإنه يعنـي من كل شرف ونشَز وأكمة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } يقول : من كلّ شرف يُقْبِلون . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر عن قتادة : { مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } قال : من كلّ أكمة . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } قال : الـحَدَبُ : الشيء الـمشرف . وقال الشاعر : @ … … عَلـى الـحِدَابِ تَـمُورُ @@ حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { حتـى إذا فُتْـحَتْ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } قال : هذا مبتدأ يوم القـيامة . وأما قوله : { يَنْسِلُونَ } فإنه يعنـي : أنهم يخرجون مشاة مسرعين فـي مشيهم كنسلان الذئب ، كما قال الشاعر :