Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 23-24)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وأما الذين آمنوا بـالله ورسوله فأطاعوهما بـما أمرهم الله به من صالـح الأعمال ، فإن الله يُدخـلهم جنات عدن تـجري من تـحتها الأنهار ، فـيحلّـيهم فـيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً . واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { وَلُؤْلُؤاً } فقرأته عامة قرّاء أهل الـمدينة وبعض أهل الكوفة نصبـاً مع التـي فـي الـملائكة ، بـمعنى : يحلون فـيها أساور من ذهب ولؤلؤاً ، عطفـاً بـاللؤلؤ علـى موضع الأساور لأن الأساور وإن كانت مخفوضة من أجل دخول « مِنْ » فـيها ، فإنها بـمعنى النصب قالوا : وهي تعدّ فـي خط الـمصحف بـالألف ، فذلك دلـيـل علـى صحة القراءة بـالنصب فـيه . وقرأت ذلك عامة قرّاء العراق والـمصرين : « وَلُؤْلُؤٍ » خفضا عطفـاً علـى إعراب الأساور الظاهر . واختلف الذي قرءوا ذلك كذلك فـي وجه إثبـات الألف فـيه ، فكان أبو عمرو بن العلاء فـيـما ذكر لـي عنه يقول : أثبتت فـيه كما أثبتت فـي « قالوا » و « كالوا » . وكان الكسائي يقول : أثبتوها فـيه للهمزة ، لأن الهمزة حرف من الـحروف . والقول فـي ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان قد قرأ بكل واحدة منهما علـماء من القرّاء ، متفقتا الـمعنى صحيحتا الـمخرج فـي العربـية فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وقوله : { وَلِبـاسُهُمْ فـيها حَرِيرٌ } يقول : ولبوسهم التـي تلـي أبشارهم فـيها ثـياب حرير . وقوله : { وَهُدُوا إلـى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ } يقول تعالـى ذكره : وهداهم ربهم فـي الدنـيا إلـى شهادة أن لا إله إلا الله . كما : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد ، فـي قوله : { وَهُدُوا إلـى الطِّيبِ منَ القَوْلِ } قال : هدوا إلـى الكلام الطيب : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والـحمد لله قال الله : { إلَـيْهِ يَصْعَدُ الكَلـمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ } . حدثنا علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس : { وَهُدُوا إلـى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ } قال : ألهموا . وقوله : { وَهُدُوا إلـى صِراطِ الـحَمِيدِ } يقول جلّ ثناؤه : وهداهم ربهم فـي الدنـيا إلـى طريق الربّ الـحميد ، وطريقه : دينه دين الإسلام الذي شرعه لـخـلقه وأمرهم أن يسلكوه والـحميد : فعيـل ، صرّف من مفعول إلـيه ، ومعناه : أنه مـحمود عند أولـيائه من خـلقه ، ثم صرّف من مـحمود إلـى حميد .