Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-30)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعنـي تعالـى ذكره بقوله { ذلكَ } : هذا الذي أمر به من قضاء التفث والوفـاء بـالنذور والطواف بـالبـيت العتـيق ، هو الفرض الواجب علـيكم يا أيها الناس فـي حجكم . { وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْد رَبِّهِ } يقول : ومن يجتنب ما أمره الله بـاجتنابه فـي حال إحرامه تعظيـماً منه لـحدود الله أن يواقعها وحُرَمه أن يستـحلها ، فهو خير له عند ربه فـي الآخرة . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : قال مـجاهد ، فـي قوله : { ذلكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ } قال : الـحُرْمة : مكة والـحجّ والعُمرة ، وما نَهَى الله عنه من معاصيه كلها . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ } قال : الـحرمات : الـمَشْعَر الـحرام ، والبـيت الـحرام ، والـمسجد الـحرام ، والبلد الـحرام هؤلاء الـحرمات . وقوله : { وأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعامُ } يقول جلّ ثناؤه : وأحلّ الله لكم أيها الناس الأنعام أن تأكلوها إذا ذكَّيتموها ، فلم يحرّم علـيكم منها بحيرة ، ولا سائبة ، ولا وَصِيـلة ، ولا حاما ، ولا ما جعلتموه منها لآلهتكم . { إلاَّ ما يُتْلَى عَلَيْكُمْ } يقول : إلا ما يتلى عليكم في كتاب الله ، وذلك : الميتة ، والدم ، ولـحم الـخنزير ، وما أهلّ لغير الله به ، والـمنـخنقة ، والموقوذة ، والمتردّية ، والنطيحة ، وما أكل السبع ، وما ذُبح علـى النُّصب فإن ذلك كله رجس . كما : حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة : { إلاَّ ما يُتْلَـى عَلَـيْكُمْ } قال : إلا الـميتة ، وما لـم يذكر اسم الله علـيه . حدثنا الـحسن ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، مثله . وقوله : { فـاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأَوْثانٍ } يقول : فـاتقوا عبـادة الأوثان ، وطاعة الشيطان فـي عبـادتها فإنها رجس . وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فـاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ } يقول تعالـى ذكره : فـاجتنبوا طاعة الشيطان فـي عبـادة الأوثان . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج فـي قوله : { الرّجْسَ مِنَ الأوْثانِ } قال : عبـادة الأوثان . وقوله : { وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } يقول تعالـى ذكره : واتقوا قول الكذب والفرية علـى الله بقولكم فـي الآلهة : { ما نَعْبُدُهُمْ إلاَّ لِـيُقَرّبُونا إلـى اللَّهِ زُلْفَـى } وقولكم للـملائكة : هي بنات الله ، ونـحو ذلك من القول ، فإن ذلك كذب وزور وشرك بـالله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { قَوْلَ الزُّورِ } قال : الكذب . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد مثله . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عبـاس : { وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفـاءَ لِلَّهِ غيرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } يعنـي : الافتراء على الله والتكذيب . حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن عاصم ، عن وائل بن ربـيعة ، عن عبد الله ، قال : تعدل شهادة الزور بـالشرك . وقرأ : { فـاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو بكر ، عن عاصم ، عن وائل بن ربـيعة ، قال : عُدِلت شهادة الزور الشرك . ثم قرأ هذه الآية : { فـاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } . حدثنـي أبو السائب ، قال : ثنا أبو أُسامة ، قال : ثنا سفـيان العصفري ، عن أبـيه ، عن خُرَيـم بن فـاتك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عُدِلَتْ شَهادَةُ الزُّورِ بـالشِّرْكِ بـاللَّهِ " ثم قرأ : { فـاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن سفـيان العُصفريّ ، عن فـاتك بن فضالة ، عن أيـمن بن خريـم ، أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قام خطيبـاً فقال : " أيُّها النَّاسُ عُدِلَتْ شَهادَةُ الزُّورِ بـالشِّرْكِ بـاللَّهِ " مرّتـين . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فـاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } . ويجوز أن يكون مرادا به : اجتنبوا أن ترجسوا أنتـم أيها الناس من الأوثان بعبـادتكم إياها . فإن قال قائل : وهل من الأوثان ما لـيس برجس حتـى قـيـل : فـاجتنبوا الرجس منها ؟ قيل : كلها رجس . ولـيس الـمعنى ما ذهبت إليه فـي ذلك ، وإنـما معنى الكلام : فـاجتنبوا الرجس الذي يكون من الأوثان أي عبـادتها ، فـالذي أمر جلّ ثناؤه بقوله : { فاجْتَنِبُوا الرّجْسَ } منها اتقاء عبادتها ، وتلك العبادة هي الرجس علـى ما قاله ابن عبـاس ومن ذكرنا قوله قبل .