Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ومنكم أيها الناس من يُتَوفـى قبل أن يبلغ أشدّه فـيـموت ، ومنكم من يُنْسَأ فـي أجله فـيعمر حتـى يهرم فـيردّ من بعد انتهاء شبـابه وبلوغه غاية أشدّه إلـى أرذل عمره ، وذلك الهرم ، حتـى يعود كهيئته فـي حال صبـاه لا يعقل من بعد عقله الأوّل شيئا . ومعنى الكلام : ومنكم من يردّ إلـى أرذل العمر بعد بلوغه أشدّه { لِكَيْلا يَعْلَـمَ مِنْ بَعْدِ عِلْـمٍ } كان يعلـمه { شَيْئاً } . وقوله : { وَتَرَى الأرْضَ هامِدَةً } يقول تعالـى ذكره : وترى الأرض يا مـحمد يابسة دارسة الآثار من النبـات والزرع . وأصل الهمود : الدروس والدثور ، ويقال منه : همدت الأرض تهمد هُموداً ومنه قول الأعشى ميـمون بن قـيس : @ قالَتْ قُتَـيْـلَةُ ما لِـجِسْمِكَ شاحِبـا وأرَى ثِـيابَكَ بـالِـياتٍ هُمَّدَا @@ والهُمَّد : جمع هامد ، كما الرُّكَّع جمع راكع . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، فـي قوله : { وَتَرَى الأرْضَ هامدَةً } قال : لا نبـات فـيها . وقوله : { فإذَا أنْزَلْنا عَلَـيْها الـمَاء اهْتَزَّتْ } يقول تعالـى ذكره : فإذا نـحن أنزلنا علـى هذه الأرض الهامدة التـي لا نبـات فـيها الـمطرَ من السماء { اهْتَزّتْ } يقول : تـحركت بـالنبـات ، { وَرَبَتْ } يقول : وأضعفت النبـات بـمـجيء الغيث . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة : { اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } قال : عُرِف الغيث فـي ربوها . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة : { اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } قال : حسنت ، وعرف الغيث فـي ربوها . وكان بعضهم يقول : معنى ذلك : فإذا أنزلنا علـيها الـماء اهتزت . ويوجه الـمعنى إلـى الزرع ، وإن كان الكلام مخرجه علـى الـخبر عن الأرض . وقرأت قراء الأمصار : { وَرَبَتْ } بـمعنى : الربو ، الذي هو النـماء والزيادة . وكان أبو جعفر القارىء يقرأ ذلك : « وَرَبأَتْ » بالهمز . حُدثت عن الفراء ، عن أبـي عبد الله التـميـمي عنه . وذلك غلط ، لأنه لا وجه للرب ههنا ، وإنـما يقال ربأ بـالهمز بـمعنى : حرس من الربـيئة ، ولا معنى للـحراسة فـي هذا الـموضع . والصحيح من القراءة ما عليه قراء الأمصار . وقوله : { وأنْبَتَتْ مِنْ كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } يقول جلّ ثناؤه : وأنبتت هذه الأرض الهامدة بذلك الغيث مِنْ كُلِّ نوع بهيج . يعني بالبهيج : البهج ، وهو الـحسن . وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة : { وأنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهيجٍ } قال : حسن . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، مثله .