Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 72-72)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وإذا تُتلـى علـى مشركي قريش العابدين من دون الله ما لـم ينزل به سلطاناً { آياتُنا } يعنـي : آيات القرآن ، { بَـيِّناتٍ } يقول : واضحات حججها وأدلتها فـيـما أنزلت فـيه . { تَعْرِفُ فِـي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الـمُنْكَرَ } يقول : تتبـين فـي وجوههم ما ينكره أهل الإيـمان بـالله من تغيرها ، لسماعهم بـالقرآن . وقوله : { يَكادُونَ يَسْطُونَ بـالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَـيْهِمْ آياتِنا } يقول : يكادون يبطشون بـالذين يتلون علـيهم آيات كتاب الله من أصحاب النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، لشدّة تكرّههم أن يسمعوا القرآن ويُتْلـى علـيهم . وبنـحو ما قلنا فـي تأويـل قوله { يَسْطُونَ } قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { يَكادُونَ يَسْطُونَ } يقول : يبطشون . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { يَكادُونَ يَسْطُونَ } يقول : يقعون بـمن ذكرهم . حدثنا مـحمد بن عمارة ، قال : ثنا عبد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيـل ، عن أبـي يحيى ، عن مـجاهد : { يَكادُونَ يَسْطُونَ بـالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَـيْهِمْ آياتِنا } قال : يكادون يقعون بهم . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { يَكادُونَ يَسْطُونَ } قال : يبطشون كفـار قريش . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، مثله . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { يَكادُونَ يَسْطُونَ بـالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَـيْهِمْ آياتنا } يقول : يكادون يأخذونهم بأيديهم أخذاً . وقوله : { قُلْ أفأُنَبِّئُكُمْ بِشَرّ مِنْ ذَلِكُم } يقول : أفأنبئكم أيها الـمشركون بأكره إلـيكم من هؤلاء الذين تتكرّهون قراءتهم القرآن علـيكم ، هي { النَّارُ } وعدها الله الذين كفروا . وقد ذُكر عن بعضهم أنه كان يقول : إن الـمشركين قالوا : والله إن مـحمداً وأصحابه لشرّ خـلق الله فقال الله لهم : قل أفأنبئكم أيها القائلون هذا القول بشرّ من مـحمد صلى الله عليه وسلم ؟ أنتـم أيها الـمشركون الذين وعدهم الله النار . ورفعت « النار » علـى الابتداء ، ولأنها معرفة لا تصلـح أن ينعت بها الشرّ وهو نكرة ، كما يقال : مررت برجلـين : أخوك وأبوك ، ولو كانت مخفوضة كان جائزاً وكذلك لو كان نصبـاً للعائد من ذكرها فـي وعدها وأنت تنوي بها الاتصال بـما قبلها . يقول تعالـى ذكره : فهؤلاء هم أشرار الـخـلق لا مـحمد وأصحابه . وقوله : { وَبِئْسَ الـمَصِيرُ } يقول : وبئس الـمكان الذي يصير إلـيه هؤلاء الـمشركون بـالله يوم القـيامة .